فقال : بلى.
فقلت له : قد ضاع الهوى إمّا منّي وإمّا منك ، والمصلحة أن ننصف من أنفسنا ، وننظر ممن ضاع الهدى فنرده عليه.
فقال : نعم.
فقلت له : لا أحتج بما ينقله أصحابي لأنّهم متهمون عندك ، ولا تحتج بما ينقله أصحابك لأنّهم متهمون عندي أو على عقيدتي ، ولكن نحتج بالقرآن ، أو بالمجمع عليه من أصحابي وأصحابك ، أو بما رواه أصحابي لك ، وبما رواه أصحابك لي.
فقال لي : هذا انصاف. فقلت له : ما تقول فيما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما ؟ فقال : حق بغير شك.
فقلت : فهل تعرف أنّ مسلماً روى في صحيحه عن زيد بن أرقم انّه قال ما معناه : انّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم خطبنا في ( خم ) فقال : أيّها الناس إنّي بشر يوشك أن أدعى فاُجيب ، وإنّي مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، اذكركم الله في أهل بيتي ، اذكركم الله في أهل بيتي ، اذكركم الله في أهل بيتي (١).
فقال : هذا صحيح.
فقلت : وتعرف انّ مسلماً روى في صحيحه في مسند عائشة أنّها روت عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم انّه لما نزلت آية : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) (٢) فجمع علياً وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام ، فقال : هؤلاء أهل بيتي (٣) .
_____________________
١ ـ صحيح مسلم ٧ : ١٢٢ ـ ١٢٣ ، وتفسير ابن كثير ٤ : ١١٤ في سورة الشورى ، وراجع كتاب ( علي إمام البررة ) ١ : ٢٩٢.
٢ ـ الأحزاب : ٣٣.
٣ ـ صحيح مسلم ٧ : ١٣٠.