والآن إلى شواهد مما فاته من بسائط المعرفة في التحقيق ، وهي مما زاغ عنه نظر المرحوم الدكتور الناقد أيضاً ، فالحق أن يجعلا معاً شريكين في هذه الملاحظة وعدلي ميزان في هذه الغفلة.
أ ـ جاء في المقدمة ص ١٤ ذكر أبي عبيدة معمّر بن المثنى ومصنفاته فقال العكاشي المحقق :
( ولم يصلنا من هذه ـ يعني كتبه ـ كلها إلّا كتاب نقائض جرير والفرزدق ) ؟ هذا ولم يعقّب الدكتور الناقد بشيء على ذلك. وهذا من الغريب جداً منهما معاً ، فإنّ لأبي عبيدة من المصنفات المطبوعة في مكتبتي ـ على قلة ما تحويه ـ ثلاثة كتب مطبوعة ومحققة هي :
١ ـ كتاب ( العققة والبررة ) حققه الاستاذ عبد السلام محمد هارون ، وطبعه سنة ١٣٧٣ هـ ضمن ( نوادر المخطوطات ) (١).
٢ ـ كتاب ( مجاز القرآن ) حققه الاستاذ فؤاد سزگين في جزئين طبع بمصر ، الأول سنة ١٣٧٤ هـ ، والثاني سنة ١٣٨١ هـ.
٣ ـ كتاب ( الخيل ) من مطبوعات حيدرآباد الدكن في الهند سنة ١٣٥٨ هـ.
ب ـ ومن ذلك ما جاء في الحديث عن الخليل بن أحمد الفراهيدي في صفحة ١٨ من المقدمة عند ذكر مؤلفاته ، فذكر أسماءها وختم المحقق قوله : ( وهذا كله قد ضاع ) ؟
وهذا أيضاً من غرائبه ، إذ لم يكلف نفسه بالسؤال عن نسخة كتاب العين للخليل أشهر كتبه مع وجودها ، وطبع جزء منه يومئذٍ ، وأغرب من ذلك غفلة الاستاذ الناقد عن التنبيه عليه ، وهو أحد أعضاء اللجنة التي زارت النجف الأشرف ،
_____________________
١ ـ نوادر المخطوطات ٢ : ٣٢٩ ـ ٣٧٠.