إنّ من آثار الظلم الذي لحق بأهل البيت عليهمالسلام من جراء بيعة الفلتة في السقيفة ، ما بقي أثره شاهداً وماثلاً للعيان حتى يومنا الحاضر ، هي تلك المشاهد المشرّفة لآل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم المنتشرة في شتى بقاع الأرض ، حيث توالت عليهم المحن والرزايا منذ التحق النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بالرفيق الأعلى ( لم يمتثل أمر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في الهادين بعد الهادين ، والأمة مصرّة على مقته ، مجتمعة على قطيعة رحمه وإقصاء ولده ، إلا القليل ممن وفى لرعاية الحق فيهم ، فقُتل من قتل ، وسُبي من سبي ، وأقصي من أقصي ، وجرى القضاء لهم بما يرجى له حسن المثوبة ).
وقد أشار شاعرهم دعبل بن علي الخزاعي إلى بعض تلك المشاهد التي كانت في أيامه ، فسعدت بضم رفاتهم وخلدت بجميل تاريخهم ، حيث يقول في تائيته الخالدة :
قبورٌ بكوفان وأخرى بطيبةٍ |
|
وأخرى بفخ نالها صلواتي |
وأخرى بجنب النهر من أرض كربلا |
|
معرّسهم فيها بشطّ فرات |
وأخرى بأرض الجوزجان محلها |
|
وقبر بباخمرى لدى المغرباتي |
وقبر ببغداد لنفس زكية |
|
تضمّنها الرحمان في الغرفات |
وقبر بطوس يا لها من مصيبة |
|
ألحّت على الأحشاء بالزفرات |