يستهزئون به ، وانّما استهزأوا الذي سمّاه به ، وقد قال الله تعالى : ( قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ) الآية (١).
ومنهم الحافظ سبط ابن الجوزي ، قال في التذكرة (٢) معقباً على قول الحاكم وقد ذكره : والذي ذكره الحاكم صحيح ، فإنّهم يتحاشون من ذلك ، بدليل ما روى مسلم عن سعد بن أبي وقاص أنّه دخل على معاوية بن أبي سفيان فقال : ما منعك أن تسبّ أبا تراب ، الحديث (٣).
ومنهم أبو رياش قال في شرحه على هاشميات الكميت (٤) كما سيأتي : فجعل ذلك بنو أمية من حسدهم ذماً له رضياللهعنه. انتهى.
والشواهد على ذلك كثيرة ، ويكفي أنّ بني أمية كانوا إذا غضبوا على الرجل لموالاته لعلي قالوا له : ترابي. فهذا معاوية ـ وهو أول من سنّ السبّ لعلي بذلك ـ قال لعبد الله الحضرمي ، وقد أرسله إلى البصرة فأوصاه بقوله : ودع عنك ربيعة فلن ينحرف عنك أحد سواهم لأنّهم كلهم ترابية (٥).
وجاء في تاريخ ابن الأثير (٦) في ذكر سرية أرسلها معاوية بقيادة زهير بن مكحول العامري لتغير على أطراف السماوة ، وبلغ الإمام علي عليهالسلام فأرسل سرية بقيادة الحلّاس بن عمير لردّ عادية الغزاة ، جاء في تلك الحادثة قول الغزاة لراع هناك : أين أخذ هؤلاء الترابيون ؟
_____________________
١ ـ التوبة : ٦٥ ـ ٦٦.
٢ ـ تذكرة الخواص : ٤.
٣ ـ صحيح مسلم ٧ : ١٢٠.
٤ ـ شرح هاشميات الكميت : ٣٦.
٥ ـ تاريخ ابن الأثير ٣ : ١٦٥.
٦ ـ المصدر نفسه ٣ : ١٦٥.