وجاء في حديث الحجاج مع الحسن البصري ، وقد سكت عن الخوض في سب الإمام : ترابي عراقي (١).
ويكفي في شيوع ذلك اللقب على الشيعة ما جاء في مختصر فتح رب الأرباب بما أهمل في لب الألباب من واجب الأنساب (٢) : ( الترابي ) إلى أبي تراب كنية أمير المؤمنين ـ كرّم الله وجهه ـ وهو في أيام بني أمية من يميل إلى أبي تراب المذكور ، وعلى ذلك جاء قول الكميت بن زيد الأسدي (٣) :
وقالوا ترابيّ هواه ورأيه |
|
بذلك أدعى فيهم وألقّب |
على ذلك أجرياي فيكم ضريبتي |
|
ولو أجمعوا طُراً عليّ وأجلبوا |
نعود فنقول : إذا عرفنا جميع ذلك فهل يبقى مجال لمجرد التوهم ـ فضلاً عن الظن واليقين ـ أن علياً أحبّ أن يكتني بأبي حرب ، وهو الذي كانت كنيته أبا تراب ، وكنّاه بها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكانت أحبّ كناه إليه ؟ يا ترى ما الذي حدث لأن يحب ثانياً غير حبه الأول ؟ وهل أبقى الحب الأول مكاناً ليحب ثانياً أن يكتني بأبي حرب ؟
نعم ، اللهمّ إلّا أن يطرأ طارئ فيزيل الحب الأول عن مكانه ، وهذا لم يحدث أبداً ، إذن ما الذي حدث حتى ذكروا أنّه أحب حرباً وأحب أن يكتني بأبي حرب ؟ إنّ كل ما حدث هو أنّ الحكام الأمويين اتخذوا بطانة سوء ، تضع لهم ما يشاؤون من أحاديث بحسب أهوائهم ، فكان حديث حبّ الاكتناء بأبي حرب من بعض تلك المفتريات.
_____________________
١ ـ شواهد التنزيل للحسكاني ١ : ٩٤ ـ ٩٥.
٢ ـ مختصر فتح رب الأرباب : ١٠.
٣ ـ الهاشميات : ٣٦ ـ ٣٧.