وأهل العراق ومن والأهم يجعلون الفجر على المنكب الأيسر ، والمغرب على الأيمن ، والجدي محاذي المنكب الأيمن ، وعين الشمس عند زوالها على الحاجب الأيمن.
______________________________________________________
الجهة (١) ، وهما أوسع من ذلك فلا يتم الحكم بوجوب التوجه إلى سمت الركن نفسه.
وقال في المعتبر : وكل إقليم يتوجهون إلى سمت الركن الذي يليهم ، لما بيناه من وجوب استقبال الكعبة ما أمكن ، والذي يمكن أن يستقبل أهل كل إقليم الركن الذي يليهم (٢). وهو غير جيد أيضا ، إذ الذي سبق منه وجوب استقبال جهة الكعبة للبعيد لا نفس الكعبة.
قوله : ( وأهل العراق ومن والأهم يجعلون الفجر على المنكب الأيسر ، والمغرب على الأيمن ، والجدي محاذي المنكب الأيمن ، وعين الشمس عند زوالها على الحاجب الأيمن ).
اعلم أنّ أكثر هذه العلامات التي ذكرها الأصحاب في معرفة القبلة مأخوذ من كلام أهل الهيئة ، والظاهر أنّ أكثر أهل ذلك العلم مقلدون لغيرهم ، لأن معرفتهم بذلك موقوفة على ملاحظة الإرصاد والعلم بعروض البلاد وأطوالها وهو مشكل جدا ، إلا أنّ الاعتبار يشهد لها ، مع ما أشرنا إليه سابقا من سهولة الخطب في ذلك والاكتفاء باستقبال ما يصدق عليه أنه جهة المسجد الحرام.
والذي وقفت عليه في هذا الباب من النصوص روايتان ضعيفتا السند :
إحداهما رواية الطاطري ، عن جعفر بن سماعة ، عن علاء بن رزين ، عن محمد بن مسلم ، عن أحدهما عليهماالسلام ، قال : سألته عن القبلة ، قال : « ضع الجدي في قفاك وصلّ » (٣).
__________________
(١) في ص ١١٨.
(٢) المعتبر ٢ : ٦٩.
(٣) التهذيب ٢ : ٤٥ ـ ١٤٣ ، الوسائل ٣ : ٢٢٢ أبواب القبلة ب ٥ ح ١.