فإن لم يتمكن من التلفظ بها كالأعجم لزمه التعلم ولا يتشاغل بالصلاة مع سعة الوقت ، فإن ضاق أحرم بترجمتها. والأخرس ينطق بها على قدر الإمكان ، فإن عجز عن النطق أصلا عقد قلبه بمعناها مع الإشارة.
______________________________________________________
هنا ينقدح تحريم التلفظ بها مع الدرج ، لاستلزامه إما مخالفة أهل اللغة أو مخالفة الشارع.
وما قيل من أن الآتي بالكلام السابق آت بما لم يعتدّ به فلا يخرجها عن القطع (١) ، فغير معتدّ به ، إذ المقتضي للسقوط كونها في الدرج سواء كان ذلك الكلام معتبرا عند الشارع أم لا ، كما هو واضح.
قوله : ( وإن لم يتمكن من التلفظ بها كالأعجمي لزمه التعلم ولا يتشاغل بالصلاة ، فإن ضاق الوقت أحرم بترجمتها ).
لما كان النطق بالعربية واجبا ـ وقوفا مع المنقول ـ كان التعلم لمن لا يعرف واجبا من باب المقدمة. فإن تعذر وضاق الوقت أحرم بلغته مراعيا المعنى العربي. فيقول الفارسي : خدا بزرگتر است. وهذا مذهب علمائنا وأكثر العامة (٢). وقال بعضهم : يسقط التكبير عمن هذا شأنه ، كالأخرس (٣). وهو محتمل. ويفهم من قول المصنف رحمهالله : فإن ضاق الوقت أحرم بترجمتها ، عدم جوازها مع السعة ، وهو إنما يتجه مع إمكان التعلم لا مطلقا.
قوله : ( والأخرس ينطق بها على قدر الإمكان ، فإن عجز عن النطق أصلا عقد قلبه بمعناها مع الإشارة ).
ليس المراد بمعناها المعنى المطابقي ، لأن تصور ذلك غير واجب على غير الأخرس ، بل يكفي قصد كونه تكبيرا لله وثناءا عليه. والمراد بالإشارة الإشارة
__________________
(١) كما في جامع المقاصد ١ : ١١٠.
(٢) منهم ابنا قدامة في المغني والشرح الكبير ١ : ٥٤٢ ، ٥٤٣ ، والغمراوي في السراج والوهاج : ٤٢.
(٣) كما في المغني والشرح الكبير ١ : ٥٤٣.