والثاني : لا يبطلها إلا عمدا ، وهو وضع اليمين على الشمال ، وفيه تردد ،
______________________________________________________
وفي الصحيح عن زرارة قال ، قلت له : رجل دخل في الصلاة وهو متيمم فصلى ركعة وأحدث فأصاب ماءا ، قال : « يخرج ويتوضأ ويبني على صلاته التي صلى بالتيمم » (١).
وأجاب عنهما في المختلف بحمل الركعة على الصلاة ، إطلاقا لاسم الجزء على الكل ، قال وقوله : « يخرج ويتوضأ ثم يبني على ما مضى من صلاته » إشارة إلى الاجتزاء بتلك الصلاة السابقة على وجدان الماء (٢) ، ولا يخفى ما في ذلك من التعسف.
قال المصنف في المعتبر بعد أن نقل عن الشيخين القول بالبناء : وما قالاه حسن لأن الإجماع على أنّ الحدث عمدا يبطل الصلاة فيخرج من إطلاق الرواية ويتعين حملها على غير صورة العمد ، لأن الإجماع لا تصادمه الرواية ، ولا بأس بالعمل بها على الوجه الذي ذكره الشيخان فإنها رواية مشهورة (٣). هذا كلامه رحمهالله ، وقوته ظاهرة.
قوله : ( والثاني ، ما لا يبطلها إلا عمدا ، وهو وضع اليمين على الشمال ، وفيه تردد ).
القول بالبطلان هو المشهور بين الأصحاب ، ونقل الشيخ (٤) والمرتضى (٥) فيه الإجماع ، واحتجوا عليه بالاحتياط ، وبأن أفعال الصلاة متلقاة من الشارع ولا شرع هنا ، وبأنه فعل كثير خارج عن الصلاة ، وبصحيحة محمد بن
__________________
(١) التهذيب ٢ : ٢٠٥ ـ ٥٩٥ ، الإستبصار ١ : ١٦٧ ـ ٥٨٠ ، الوسائل ٤ : ١٢٤٢ أبواب قواطع الصلاة ب ١ ح ١٠.
(٢) المختلف : ٥٣.
(٣) المعتبر ١ : ٤٠٧.
(٤) الخلاف ١ : ١٠٩.
(٥) الانتصار : ٤١.