تعودوا عليه وتلقوه من أسلافهم من الصلاة البتراء ، وهذا من نتائج السياسة الأموية التي تأصلت فى النفوس واستحكمت عليها الطباع ، وفي هذا يقول الصنعاني : ومن هنا تعلم أنّ حذف لفظ الآل من الصلاة كما يقع في كتب الحديث ليس على ما ينبغي ، وكنت سُئلت عنه قديماً فأجبت أنه قد صحّ عند أهل الحديث بلا ريب كيفية الصلاة على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وهم رواتها ، وكأنهم حذفوها خطأ تقية لما كان في الدولة الأموية من يكره ذكرهم ، ثم استمر عليه عمل الناس متابعة من الآخر للأول فلا وجه له (١).
ومن شواهد تلك الحالة ما قاله ابن قيم الجوزية : إن الصلاة على النبي حق له ولآله دون سائر الأمة (٢) وقال في موضع آخر : الصلاة على آله هي من تمام الصلاة عليه وتوابعها ، لأن ذلك مما تقرّ به عينه ويزيده شرفاً وعلواً صلىاللهعليهوآلهوسلم تسليماً (٣).
ومن كلامه يفهم أن الصلاة بدون ذكر الآل ناقصة ، ولا تقرّ عين الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وفيها تضييع لحقهم عليهمالسلام الذي أقرّ به ، ولكنك إذا رجعت إلى كتبه لا تجده يعمل إلاّ بالصلاة الناقصة!!
وشاهد آخر عن ابن حجر الذي أورد الرواية التي تنهى عن الصلاة البتراء (٤) ، ولكنك لا تجده يعمل إلاّ بالصلاة البتراء!!
وآخر عن مسلم في صحيحه فإنه عقد باباً باسم : الصلاة على النبي (صلى اللّه
__________________
(١) سبل السلام شرح بلوغ المرام / الصنعاني ١ : ٣٠٥.
(٢) جلاء الأفهام / ابن قيم : ١٧٤.
(٣) جلاء الأفهام / ابن قيم : ١٧٤.
(٤) الصواعق المحرقة / ابن حجر ٢ : ٤٣٠.