عليه وسلم)! ويدرج تحته روايات الصلاة التي تجمع الآل مع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والتي يقول بصحتها!! إلاّ أنه مع ذلك يورد الصلاة البتراء عند ذكر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في هذا الباب وفي غيره.
وقد استنكر أحد علمائهم المتأخرين هذه الظاهرة أيضاً بقوله : ونرى من الخطأ ما يفعله عامة أهل العلم في كتبهم وفي دروسهم من الاقتصار على الصلاة على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم دون أهله ، فيقولون مثلاً : (صلى اللّه عليه وسلم) ، وهو مخالف لما جاء عن النبي صلى اللّه تعالى عليه وآله وسلم ، فليكن المسلم من ذلك على بال (١).
ولهم في غمط حق الآل في الصلاة طريقة أخرى وهي إشراك غيرهم معهم كي لا يبقى لهم ما يميزهم ، وهذه الطريقة لها جذور تأريخية مدروسة ، فهي ذاتها التي اتبعها معاوية مع فضائل أمير المؤمنين عليهالسلام في الكتاب الذي بعثه إلى بلاد الإسلام كافة ، فجاء فيه : « ... ولا تتركوا خبراً يرويه أحد من المسلمين في أبي تراب إلاّ وتأتوني بمناقض له في الصحابة ، فأن هذا أحبّ إليّ وأدحض لحجّة أبي تراب وشيعته» (٢). وفي المقام حيث ما ذكروا الآل مع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم اردفوا معهم الصحابة بلا مستند ولا دليل من آية أو رواية سوى ما يحملوه من ارتكازات وسلائق توارثوها ، تحملهم على عدم التفاعل مع الفضائل التي ينفرد بها أهل البيت عليهمالسلام.
هذا مع أنّهم في فتاوى فقهائهم يكرهون ذلك ولا يجوزوه على غير الآل ،
__________________
(١) الأنوار الباهرة / أبو الفتوح التليدي : هامش صفحة ٣٢.
(٢) شرح نهج البلاغة / ابن أبي الحديد ١١ : ٢٥ ـ ٢٧.