وآل محمد». وبهذا يستغني عن قول من قال : في الجواب زيادة على السؤال ؛ لأن السؤال عن كيفية الصلاة عليه فوقع الجواب عن ذلك بزيادة كيفية الصلاة على آله (١).
أما ابن حجر الهيتمي فيعتقد أنّ الصحابة قد سألوا الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم عن الصلاة على أهل البيت عليهمالسلام ، كما جاء بالروايات لأنّهم فهموا أنّ الآية تريدهم بالأمر ،قال : فسؤالهم بعد نزول الآية وإجابتهم بـ «اللهم صل على محمد وعلى آل محمد» إلى آخره ، دليل ظاهر على أنّ الأمر بالصلاة على أهل بيته وبقية آله مراد من هذه الآية ، وإلاّ لم يسألوا عن الصلاة على أهل بيته وآله عقب نزولها ولم يجابوا بما ذكر ، فلما أُجيبوا به دلّ على أن الصلاة عليهم من جملة المأمور به (٢).
ومن الطريف في المقام أنّ أحد علمائهم ـ وهو الطيبي ـ يعتقد أنّ كل سؤال ورد في الصلاة على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يتضمن السؤال عن الصلاة على أهل البيت عليهمالسلام دون الحاجة إلى التصريح قال : في معنى سؤال الأصحاب للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كيف نصلي عليك؟ يقول : معناه كيف نصلي على أهل بيتك ، لأن الصلاة عليه قد عرفت مع السلام من الآية ، قال : فكان السؤال عن الصلاة تشريفاً لهم (٣).
وأمّا قولكم بجواز حمل الأمر على حقيقته ومجازه ، فنقول : نعم يصحّ ذلك بشرط نصب قرينة ، ولا قرينة في البين ، وفي الروايات الأمر واحد والظهور واحد ، فلا حجّة لك في الفصل.
وفي ذلك يقول الصنعاني : ولا عذر لمن قال بوجوب الصلاة عليه (صلى اللّه
__________________
(١) فتح الباري / العسقلاني ١٢ : ٤٤٣ باب الصلاة على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.
(٢) الصواعق المحرقة ٢ : ٤٢٩ ـ ٤٣٠.
(٣) فتح الباري / العسقلاني ١٢ : ٤٤٨ باب الصلاة على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.