ابن أنس ، أخرجه في الموطأ عن عبد اللّه بن أبي بكر عن أبيه أبي بكر بن محمد بن عمر بن حزم الأنصاري (١) ، وأخرجه البقية كلهم عن مالك بسنده (٢) ، وأبو بكر هذا من ولاة بني أُمية ، فقد تولى المدينة المنورة لسليمان بن عبد الملك وعمر بن عبد العزيز (٣) ، وعليه لابدّ أن يكون ممن يبغض أمير المؤمنين علياً عليهالسلام ويلعنه ،وإلاّ لا يمكن أن ينال ولاية لبني أمية ، وهذا من المسلّمات التأريخية ،ومن كان هذا حاله كيف يروي حديثاً فيه فضيلة لأمير المؤمنين عليهالسلام؟! ومن هنا لا يبعد القول أن يكون قد وضعه تقرباً لأسياده وبغضاً لأمير المؤمنين عليهالسلام.
وعلى من عول على هذا الحديث يقول ابن حجر : واستدلّ به على أنّ الصلاة على الآل لا تجب لسقوطها في هذا الحديث ، وهو ضعيف (٤).
وأما الثاني : وهو حديث أبي سعيد الخدري ، فقد ورد بطرق كلها تنتهي إلى رواية يزيد بن عبد اللّه بن الهاد ، عن عبد اللّه بن خباب ، عن أبي سعيد الخدري (٥) ، وفي لفظه يقصر الصلاة على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ويذكر الآل في البركة
__________________
(١) الموطأ / مالك بن أنس ١ : ١١٨ / ٢٤٣.
(٢) صحيح البخاري ٤ : ٦٠٤ / ١٥٢٥ كتاب الأنبياء ، باب يزفون النسلان في المشي ، صحيح مسلم ١ : ٢٥٦ / ٤٠٧ كتاب الصلاة ، باب الصلاة على النبي بعد التشهد ، مسند أحمد ٦ : ٥٩٠ / ٢٣٠٨٩ ، سنن ابن ماجه ١ : ٨٨٨ / ٩٠٥.
(٣) تهذيب الكمال / المزي ٣٣ : ١٣٧ / ٧٢٥٤ وبقية المصادر الرجالية.
(٤) فتح الباري ١٢ : ٤٦١ كتاب الدعوات ـ باب هل يصلى على غير النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.
(٥) صحيح البخاري ٦ : ٤٨٩ / ١٢٢٣ ، ١٢٢٤ كتاب التفسير (باب ان اللّه وملائكته يصلون ... ) ، مسند أحمد ٤ : ٤٤٣ / ١١٠٤١ ، سنن النسائي ٣ : ٤٩ ، سنن ابن ماجه ١ : ٤٨٧ / ٩٠٣.