تضافرت الروايات في أن المراد من (الذين آمنوا) هو مولى الموحدين وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام الذي تصدّق بخاتمه وهو في حال الصلاة ، فنزلت الآية تأكيداً لولايته بعد ولاية اللّه ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
أخرج الحاكم الحسكاني الحنفي في كتابه (شواهد التنزيل) روايات كثيرة عن جمع من الصحابة والتابعين منهم : عبد اللّه بن عباس ، وأنس بن مالك ، ومحمد بن الحنفية ، وعبد الملك بن جريج المكي ، وعمار بن ياسر ، وجابر بن عبد اللّه الأنصاري ، والمقداد بن الأسود الكندي ، وأبو ذر الغفاري ، وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام ، وكلّها تؤكّد المعنى الذي ذكرناه.
وفيما يلي نذكر رواية أبي ذر الغفاري رضياللهعنه في هذا الموضوع ، قال : أما إني صليت مع رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم يوماً من الأيام صلاة الظهر ، فسأل سائل في المسجد ، فلم يعطه أحد ، فرفع السائل يده إلى السماء وقال : اللهم اشهد أني سألت في مسجد رسول اللّه فلم يعطني أحد شيئاً. وكان علي راكعاً ، فأومأ إليه بخنصره اليمنى ـ وكان يتختم فيها ـ فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم من خنصره ، وذلك بعين النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فلما فرغ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من صلاته رفع رأسه إلى السماء وقال : « اللهم إنّ أخي موسى سألك فقال : ربّ اشرح لي صدري ، ويسّر لي أمري ، واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي ، واجعل لي وزيراً من أهلي هارون أخي اُشدد به أزري وأشركه في أمري ، فأنزلت عليه قرآناً ناطقاً : ( سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ ) (١) اللهمّ وأنا محمد نبيك وصفيك ، اللهمّ فاشرح
__________________
(١) سورة القصص : ٢٨ / ٣٥.