لي صدري ، ويسّر لي أمري ، واجعل لي وزيراً من أهلي علياً أخي أشدد به أزري ».
قال أبو ذرّ : فواللّه ما استتم رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم الكلام حتى هبط عليه جبرئيل من عند اللّه وقال : يا محمد ، هنيئاً لك ما وهب اللّه لك في أخيك. قال : « وما ذاك يا جبرئيل؟ » قال : أمر اللّه أمتك بموالاته إلى يوم القيامة ، وأنزل قرآناً عليك ( إنما وليكم اللّه ورسوله والذين آمنوا الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) (١).
وأخرج خبراً آخر بسنده إلى عبد اللّه بن عباس قال : أقبل عبد اللّه بن سلام ومعه نفرٌ من قومه ممن قد آمنوا بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فقالوا : يا رسول اللّه ، إن منازلنا بعيدة وليس لنا مجلس ولا مُتحدَّث دون هذا المجلس ، وإن قومنا لما رأونا آمنّا باللّه وبرسوله وصدقناه رفضونا ، وآلوا على أنفسهم أن لا يجالسونا ولا يناكحونا ولا يكلّمونا ، فشقّ ذلك علينا. فقال لهم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّه وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) (٢).
ثمّ إنّ النبي خرج إلى المسجد ، والناس بين قائم وراكع ، فبصر بسائل فقال
__________________
(١) شواهد التنزيل / الحسكاني ١ : ٢٢٩ ـ ٢٣١ / ٢٣٥ ، وعنه رواه الطبرسي في مجمع البيان ٣ : ٣٦١ـ٣٦٢ / تفسير الآية ، وقال معلقاً عليه : (وروى هذا الخبر أبو اسحاق الثعلبي في تفسيره بهذا الاسناد بعينه). وعن أبي إسحاق الثعلبي رواه الحمويني الشافعي في فرائده ١ : ١٩١ / ١٥١ الباب (٣٩) ، ورواه أيضاً سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص : ١٨ ، منشورات الشريف الرضي ـ قم / ١٤١٨ه ،والشبلنجي في نور الأبصار : ١٧٠ ، دار الفكر ـ بيروت.
(٢) سورة المائدة : ٥ / ٥٥.