والمتصرف ، لا بمعنى الناصر.
٣ ـ الآية التي بعدها ( ومن يتولّ اللّه ورسوله والذين آمنوا فان حزب اللّه هم الغالبون ) والتي تشترك معها في ( الذين آمنوا ) لا تتجه إلاّ إذا حمل معنى الولي على المتصرّف والمدبّر للأمر ، لأنه حزب اللّه المشار له في الآية يحتاج إلى ولي يدبّر الأمر لا محبّ وناصر.
٤ ـ لتصحيح وجود وصف ( وهم راكعون ) لابدّ من حمل الولي على معنى الأولى والمتصرف ، وإلاّ يصبح زائداً لا معنى له (تنزّه كلام اللّه تعالى عن ذلك) ، لأن أداء الزكاة ممن وُصِف بالنصرة لا يحتاج إلى أن يكون في حال الركوع.
على الرغم من صراحة ووضوح دلالة الآية على ولاية أمير المؤمنين عليهالسلام لاكتنافها بقرائن عدة تنبئ عن مقاصدها ، وكونها مشفوعة بالأثر الصحيح المثبت لدلالتها ، فقد تلمّس البعض شبهات واهية لا تساعد على صرف دلالة الآية عن المراد ، وفيما يلي أهم ما عوّلوا عليه من هذه الشبهات :
قالوا : إنّ الآية جاءت بصيغة الجمع ( الذين آمنوا ) ، والمراد حسب المدّعى واحد ، واستخدام لفظ الجمع وإرادة الواحد خلاف الظاهر ، أو هو مجاز ، وحمل اللفظ على الحقيقة هو الأصل. (١)
__________________
(١) تفسير الرازي ١٢ : ٣٨٤ ـ ٣٨٥ الحجّة الثالثة بتصرف.