« أتخلفني على النساء والصبيان؟ » فقال : « أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى. حين قال له : اخلفني في قومي وأصلح؟ ». فقال اللّه : ( وَأُولِي الاْءَمْرِ مِنْكُمْ ) قال : هو علي بن أبي طالب ، ولاّه اللّه الأمر بعد محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم في حياته حين خلّفه رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم بالمدينة ، فأمر اللّه العباد بطاعته وترك خلافه. (١)
ونقله ابن شهرآشوب عن مجاهد أيضاً ، وتلاه بأبياتٍ من الشعر للسيد الحميري رحمهالله تبيّن المراد ، وهي :
وقال اللّه في القرآن قولاً |
|
يردّ عليكم ما تدّعونا |
أطيعوا اللّه ربّ الناس ربّاً |
|
وأحمد والاُولى المتأمّرينا |
فذلكم أبو حسن علي |
|
وسبطاه الولاة الفاضلونا (٢) |
٣ ـ وأخرج أيضاً بسنده إلى أبي بصير عن الإمام الباقر عليهالسلام أنه سأله عن قول اللّه تعالى : ( أَطِيعُوا اللّه وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الاْءَمْرِ مِنْكُمْ ) قال : « نزلت في علي بن أبي طالب ».
قلت : إن الناس يقولون : فما منعه أن يسمّي علياً وأهل بيته في كتابه؟ فقال أبو جعفر : « قولوا لهم : إنّ اللّه أنزل على رسوله الصلاة ولم يسمّ ثلاثاً ولا أربعاً حتى كان رسول اللّه هو الذي فسّر ذلك ، وأنزل الحجّ فلم ينزل طوفوا سبعاً حتى فسّر ذلك لهم رسول اللّه ، وأنزل : ( أَطِيعُوا اللّه وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الاْءَمْرِ مِنْكُمْ ) فنزلت في علي والحسن والحسين ، وقال رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : أُوصيكم بكتاب اللّه وأهل بيتي ، إني سألت اللّه أن لا يفرّق بينهما حتى
__________________
(١) شواهد التنزيل ١ : ١٨٩ / ٢٠٣.
(٢) المناقب / ابن شهرآشوب ٢ : ٢١٩ ، دار الأضواء ـ بيروت ، ط٢ / ١٤١٣ هـ.