فردّوه إلى الإمام. (١)
١ ـ إنّ معرفة الإمام المعصوم والوصول إليه ، إذا كانت الأمة غير قادرة عليها ، فهي في عدم قدرتها على معرفة أهل الحلّ والعقد والوصول إليهم بالكيفية والكمية المدعاة آكد وأشدّ.
٢ ـ إنّ اللّه تعالى ورسوله المصطفى صلىاللهعليهوآلهوسلم قد تكفلاّ تعريف الإمام المعصوم بشكل واضح ، ولو جئت إلى الكتاب والسنّة لوجدت أنهما شخّصاه بما لا ريب فيه ، وإن آيات الولاية والتطهير والإكمال وغيرها ، وأحاديث الغدير والثقلين والسفينة والدار ، وغيرها كثير ، ليست بعيدة على من سعى لمعرفة الحق ، لذا فان صعوبة معرفة الإمام المعصوم والوصول إليه ، لم تحصل بالأصالة ، بل بالعرض ، نظراً لكثرة أعدائهم من الحاكمين وغيرهم ممَن يحجب الناس عن سماع حديث أهل البيت عليهمالسلام وما قاله فيهم جدّهم رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فلهذا تعذّر على الأُمة معرفتهم والوصول إليهم ، كما كانت تفعل قريش في منع الناس من الوصول إلى رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ومعرفته ، ومع ذلك فلم يسقط عنهم التكليف بلزوم معرفته والوصول إليه للدخول في الإسلام.
٣ ـ إنّ المعرفة التي جعلها شرطاً في طاعة الإمام المعصوم ، كذلك ترد على قولكم بأهل الحل والعقد ، فتكون طاعتهم مشروطة بمعرفتهم أيضاً بلا فرق ، فالشرط هو الشرط ، والاختلاف فقط في المصداق.
__________________
(١) تفسير الرازي ٤ : ١١٤.