المكذبين ) (١) ، وقوله تعالى : ( حافِظُوا على الصلوات ) (٢) ، وقوله تعالى : ( واخفض جناحك للمؤمنين ) (٣) إلى غير ذلك من الآيات.
هذا مضافاً إلى أنّ الآية لم تأتِ لتحديد مسؤولية الناس في زمان واحد ، بل جاءت لجميع الأزمنة ، فمجموع الأئمة لهذه الأزمنة يشكل جماعة يصحّ استعمال اللفظ فيهم.
للجواب على هذه الشبهة يقتضي التأمل في النقاط التالية :
١ ـ إن المشرّع الوحيد هو اللّه تعالى ، وقد شرّع تشريعاً كاملاً في كل شيء ، قال تعالى : ( ونزّلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء ) (٤) وكل ما شرعه عزوجلّ فهو في كتابه العزيز ، ولا يوجد تشريع غيره.
٢ ـ دور الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم هو تبليغ التشريع وتبيينه للناس وهدايتهم له ، قال تعالى : ( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ) (٥).
٣ ـ دور أُولي الأمر هو نقل سنّة رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم وبياناته إلى الناس وهدايتهم لها والمحافظة على استمرار هذه السنّة كما هي بدون تغيير أو تبديل.
وهذه الحلقات الثلاث تشكل نظام التشريع المتكامل حتى قيام الساعة ،
__________________
(١) سورة القلم : ٦٨ / ٨.
(٢) سورة البقرة : ٢ / ٢٣٨.
(٣) سورة الحجر : ١٥ / ٨٨.
(٤) سورة النحل : ١٦ / ٨٩.
(٥) سورة النحل : ١٦ / ٤٤.