الثقلين ،فقد أخرج الترمذي عن أبي سعيد الخدري وزيد بن أرقم قالا : قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : « إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضِلّوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر : كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما » (١).
ومنها : حديث السفينة ، فقد أخرج الطبراني عن أبي سعيد الخدري ، قال : سمعت رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : « إنما مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق ، إنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطّة في بني إسرائيل من دخله غفر له » (٢).
وهذان الحديثان كافيان في إثبات وجوب الرجوع لأهل البيت عليهمالسلام واتباعهم والالتزام بهديهم ، فحديث الثقلين يصرّح بلزوم التمسك بالكتاب والعترة على حدّ واحد ، بمعنى أن التمسك بالعترة على حدّ التمسك بالكتاب ، فكما أن التمسك بالكتاب معناه السير على هديه والائتمار بأوامره في كل شيء ، فكذلك العترة ، وعدم التمسك بالكتاب معناه الضلال ، حيث لا هدي إلاّ هدي كتاب اللّه تعالى ، فكذلك عدم التمسك بالعترة.
ودلالة أُخرى من الحديث صريحة واضحة ، وهي حصر الهداية بهذين الثقلين ولا ثالث لهما ، وهذا ظاهر بأدنى تأملٍ بسياق الحديث ودلالة ألفاظه.
يقول عبد العزيز الدهلوي : إنّ الكتاب معدن العلوم الدينية ، والأسرار
__________________
(١) الجامع الصحيح / الترمذي ٦ : ١٢٥ / ٣٧٨٨.
(٢) المعجم الأوسط / الطبراني ٦ : ٤٠٦ / ٥٨٦٦ ، مجمع الزوائد ٩ : ١٦٨ ، المستدرك على الصحيحين ٣ : ١٦٣ / ٤٧٢٠.