ومما تقدم يتحصل لنا أن اتباع أهل البيت عليهمالسلام قد أمرنا به رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم كما أمرنا باتباع كتاب اللّه تعالى ، وجعل الاعتصام بهم أماناً من الضلال كالاعتصام بالكتاب الكريم ، ومنه يتّضح بشكل صريح أنه لا يوجد طريق يمكنه أن يحقق لنا الهداية سوى الكتاب والعترة الطاهرة عليهمالسلام.
ومن هنا لابدّ إذن من وجوب اتباع أهل البيت عليهمالسلام واقتفاء أثرهم ، والتعبّد بقولهم ، والتخلق بأخلاقهم ، فنقبل ما يقبلون ونرفض ما يرفضون ، ونحب من يحبّون ونبغض من يبغضون ، ونتولى من يتولون ونتبرأ ممن يتبرؤون.
ولأمير المؤمنين عليهالسلام خطبة في هذا المعنى يقول فيها عليهالسلام : « انظروا أهل بيت نبيكم ، فالزموا سمتهم ، واتبعوا أثرهم ، فلن يخرجوكم من هدى ، ولن يعيدوكم في ردى ، فإن لبدوا فالبدوا ، وإن نهضوا فانهضوا ، ولا تسبقوهم فتضلّوا ، ولا تتأخّروا عنهم فتهلكوا » (١).
وأخرج الطبراني بسنده إلى ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : « من سرّه أن يحيا حياتي ويموت مماتي ، ويسكن جنّة عدن غرسها ربّي ، فليوال علياً من بعدي ، وليوال وليه ، وليقتد بأهل بيتي من بعدي ، فإنهم عترتي ، خلقوا من طينتي ، ورزقوا فهمي وعلمي ، فويلٌ للمكذبين بفضلهم من أُمتي ، القاطعين فيهم صلتي ، لا أنالهم اللّه شفاعتي » (٢).
وهذا المعنى قد جاء به القرآن الكريم ، وأكّد عليه في العديد من الآيات
__________________
(١) شرح نهج البلاغة / الخطبة ٩٣.
(٢) المعجم الكبير / الطبراني ، حلية الأولياء / أبي نعيم الأصفهاني ١ : ٨٦ / ٤ ، مجمع الزوائد ٩ : ١٠٨ ، ترجمة الإمام علي عليهالسلام.