٣ ـ أخرج الشيخ الصدوق عدّة روايات بأسانيد متصلة إلى أئمّة العترة الطاهرة عليهمالسلام ، بأن الصراط المستقيم هو أمير المؤمنين أو العترة الطاهرة عليهمالسلام. منها ما ذكره بسندٍ صحيح إلى حماد بن عيسى عن الإمام الصادق عليهالسلام في قول اللّه عزوجل : ( إهْدِنا الْصِّراطَ الْمُستَقِيمَ ) قال : هو أمير المؤمنين عليهالسلام ومعرفته. (١)
ثانياً : قوله تعالى : ( وَأَنَّ هذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَتَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ) (٢).
هذه الآية تدعونا صراحة إلى اتباع الصراط المستقيم ، والذي بيّنا في الآية الأولى أنّ المراد منه هدي أئمة العترة الطاهرة عليهمالسلام ، وتنهانا عن اتباع السبل التي هي غير سبيل العترة الطاهرة فتفرقنا وتشتتنا وتحرفنا عن سبيله ، وهنا وردت روايات تصرّح بأن الصراط المستقيم في هذه الآية أيضاً هم أئمة العترة الطاهرة عليهمالسلام ، منها :
١ ـ أورد القندوزي الحنفي عن محمد الباقر وجعفر الصادق عليهمالسلام أنّهما قالا : « الصراط المستقيم الإمام ، ( ولا تَتَّبِعُوا السُّبْلَ ) يعني غير الإمام ( فتفرّق بكم عن سبيله ) ونحن سبيله » (٣).
٢ ـ روى ابن شهرآشوب عن إبراهيم الثقفي بإسناده عن أبي برزة الأسلمي ، قال : قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( إنّ هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبّعوا السبل فتفرّق بكم عن سبيله ) قال : « سألت اللّه أن يجعلها لعلي
__________________
(١) معاني الأخبار : ٣٢ / باب معنى الصراط.
(٢) سورة الأنعام : ٦ / ١٥٣.
(٣) ينابيع المودة / القندوزي الحنفي ١ : ٣٣١ / ٣ ، نشر دار الأسوة ، ١٤١٦ هـ.