وفي هذا مصادرة كبيرة ؛ لأن سيرة (أهل البيت عليهمالسلام ) وسيرة بعض نساء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم سيرتان متنافيتان ، وإثبات صحة إحداهما يقتضي الطعن بالأُخرى ، وعلى هذا فلابدّ من التماس الدليل الواضح على صحة أحدهما وبطلان الآخر.
ومن هنا سوف نقوم باستعراض أدلة القول الأول لنرى مدى سلامته ومطابقته مع واقع الآية الشريفة ، وبهذه الطريقة نقيس سلامة القول الثاني.
مع أدلة القول الأول
الأحاديث النبوية المصرحة بكون أهل البيت عليهمالسلام هم : النبي الأكرم وعلي وفاطمة والحسن والحسين ، صلوات اللّه عليهم أجمعين ، كثيرة جداً ، حفلت بها كتب الفريقين من حديث وتاريخ وتفسير ولغة وغيرها ، وقد جاءت بتعابير وكيفيات ومواقع متعددة أكدت هذه الحقيقة بشكل عزّ نظيره ، فإنك لا تجد أحداً تعرّض لبحث آية التطهير إلاّ وذكر سيلاً من الأحاديث التي تصرّح بأسمائهم مذعناً لصحّتها ومسلّماً لدلالتها ، وسنأتي فيما يلي على ذكر بعض هذه الأحاديث :
١ ـ من حديث عامر بن سعد ، قال : قال سعد : قال رسول اللّه حين نزل الوحي ، فأخذ علياً وابنيه وفاطمة ، وأدخلهم تحت ثوبه ، ثمّ قال : « ربّ هؤلاء أهلي وأهل بيتي » (١).
__________________
(١) تفسير الطبري ٩ : ١٢ / ٢١٧٣٨ ، مشكل الآثار / الطحاوي ١ : ٣٣٢ ، دار صادر ـ بيروت ، مستدرك الحاكم ٣ : ١٥٩ / ٤٧٠٨ ، السنن الكبرى / البيهقي ٥ : ١٢٢ ـ ١٢٣ / ٨٤٣٩ ، دار المعرفة ـ بيروت ، تفسير ابن كثير ٩ : ٤١٤ ، الدر المنثور / السيوطي ٥ : ٣٣.