ومواقعه وأوقاته ، يعكس اهتمام الرسول البالغ وحرصه الشديد على تحديد المراد من أهل البيت بما لا يدع مجالاً للشكّ والالتباس ، لاعداد الأُمّة وتربيتها للتعامل مع هذه الثلّة الطاهرة تعاملاً خاصاً عَكَسَه سلوك الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم معهم ليكون أسوة لهم فيقتدوا به.
ثانياً : أغلب ألفاظ الأحاديث صريحة في إرادة الحصر.
ثالثاً : الكيفية المتبعة لتشخيص المراد بأهل البيت كتغطيتهم بكساء ، والقول : « هؤلاء أهل بيتي » ، أو الوقوف على دارهم في كل صلاة والقول : « الصلاة يا أهل البيت » ، فإن هذه الكيفيات تؤكد بشكل واضح على حصر المراد من أهل البيت بهؤلاء حصراً عملياً ، وهو أبلغ بكثير من الحصر اللفظي ، ومما يؤكد هذا الحصر هو منعه صلىاللهعليهوآلهوسلم زوجاته من الدخول تحت الكساء مع طلبهن ذلك ، بل إن أم سلمة لم تكتفِ بالطلب فقط ، إنّما رفعت الكساء لتدخل فجذبه من يدها ـ كما مرّ في رواية أحمد بن حنبل ـ والجذب لغةً : أخذ الشيء بقوة ، وفيه إشارة بليغة إلى استحالة دخول غيرهم معهم ، وهو صريح في الحصر.
وهي تتضمّن تصريحهم عليهمالسلام بأنّ آية التطهير نزلت فيهم ، ومنها :
١ ـ في حديث الإمام الحسن بن علي ، في خطبةٍ أيام خلافته ، قال : « يا أهل العراق ، اتقوا اللّه فينا ، فإنّا أُمراؤكم وضيفانكم ، ونحن أهل البيت الذي قال اللّه : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللّه لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) » قال : فما زال يقولها حتى ما بقي أحد من أهل المسجد إلاّ وهو يحنّ