عند نزولها لم يبقَ من أهلها المرادين فيها أحد سواهم ، وإذا كان ذلك كذلك استحال أن يدخل معهم فيما أريد به سواهم. (١)
٣ ـ ممّا قدّمنا من الأحاديث النبوية المفسّرة لآية التطهير بالخمسة أهل الكساء ، يتضح أن طلب نساء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم للدخول تحت الكساء يعكس أن المرتكز في أذهانهنّ هو عدم شمولهنّ بأهل البيت ، وإلاّ لما أصبح لطلبهنّ معنى، حتى أن أم سلمة (رضي اللّه عنها) قالت : «فوددت أنه قال نعم، فكان أحبّ إليّمماتطلع عليه الشمس وتغرب» (٢). ولاكتفين بأنهنّ المخاطبات بصريح الآية المباركة ، ولا حاجة إلى هذا الطلب والرجاء والتمني للفوز بالدخول تحت الكساء.
وفي هذه النقطة ردٌ بليغ على أصحاب الرأي الثاني القائلين بأن المراد من أهل البيت هم أصحاب الكساء وأزواج النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.
الدليل الثاني : وحدة السياق ، أي مجيء آية التطهير ضمن آيات تتحدّث عن نساء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فالآيات السابقة والتالية لآية التطهير تتعلّق بهنّ ، ووحدة السياق تقتضي أن تكون هذه الآية فيهنّ أيضاً.
وهذا الأمر مدفوع بوجوه :
الأول : سياق الآية له أمثلة كثيرة في القرآن الكريم حيث ينتقل من مطلب إلى آخرلحكمة يقتضيها المقام، وفيهذا المعنى روي عن الإمام الباقر عليهالسلام قوله : «إنّ الآية من القرآن ينزل أولها في شيء وأوسطها في شيء وآخرها في شيء» (٣).
ويقول الطبرسي في هذا أيضاً : من عادة العظماء في كلامهم أنهم يذهبون من
__________________
(١) مشكل الآثار / الطحاوي ١ : ٣٣٦.
(٢) مشكل الآثار / الطحاوي ١ : ٣٣٦، شواهد التنزيل / الحسكاني ٢ : ١٣٢ ـ ١٣٣ / ٧٦٤.
(٣) تفسير العياشي ١ : ١٧ / ١.