وقد يفهم أن المراد من قرابة رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم هو عموم أقربائه ، واللفظ ابتداءً يقبل ذلك لعمومه ، إلاّ أنّ المراد حقيقةً هم أصحاب الكساء عليهمالسلام ليس إلاّ ، وقد جاءت السنّة المطهرة مصرحةً بأسمائهم ، ونقلها الفريقان ، وسنتعرض إلى ذكر هذه الأحاديث عندما نبحث آية المودة إن شاء اللّه تعالى ، حيث نجد الكثير من الروايات التي يسأل فيها الأصحاب عندما نزلت آية المودة : مَنْ قرابتك يا رسول اللّه الذين وجبت علينا مودتهم؟ فيقول صلىاللهعليهوآلهوسلم : « علي وفاطمة وابناهما » وهو نصّ على أنّهم أهل البيت المتقدّم ذكرهم في حديث الكساء.
إلى هنا تحصّل أن العترة وأهل البيت والآل وغيرها مفاهيم قد يثبت لها عموم ، إلاّ أن السنّة وقرائن أُخرى قد خصّصتها في ثلّة خاصّة وهم (علي وفاطمة والحسن والحسين والتسعة المعصومون من ذريّة الحسين صلوات اللّه عليهم أجمعين) حتى أصبحت أعلاماً لهم ، ينتقل الذهن لهم عليهمالسلام بمجرّد سماعها ، ولا يشترك معهم فيها غيرهم ، وإن كان اللفظ يتحمّل ذلك.
وعليه عندما نتعرّض إلى هذه المفاهيم أثناء البحث لا نتكفّل مؤونة تحديد المراد منها إلاّ بما يتعلّق بالشّبهات المثارة حول الآية ، فإننا نعالج الشبهة ونوضّح المراد من المفهوم بما يرتبط بتلك الآية.
وهناك مفاهيم أُخرى تشير إلى العترة الطاهرة كمفهوم أُولي الأمر ، والذرية ، والرحم ، والسبب ، والحبل ، وكلّها قد ورد فيها ما يثبت أن المراد منها هم العترة الطاهرة عليهمالسلام.
* * *