( وَمِنَ الَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ ) (١) ، وهذا المعنى للنفل هو جماع معناه كما يقول ابن منظور (٢). لذا نجده يطلق على الموارد الطبيعية لأنها زيادة وهبة من اللّه تعالى على أصل ما يتملكه الإنسان بكدّه وسعيه ، وقد ورد ذلك صريحاً في كلام أهل البيت عليهمالسلام ، ومنه : سئل الإمام الصادق عليهالسلام عن الأنفال ، فقال عليهالسلام : « بطون الأودية ، ورؤوس الجبال ، والآجام ، والمعادن ، ووو ... » (٣).
وكذلك تطلق على المال الذي ليس له مالك ، لأنه زيادة على أصل الماليّة ، مثل ميراث من لا وارث له ، وقد ورد أيضاً في كلمات أهل البيت عليهمالسلام. وكذلك يطلق على الفيء ، وهو ما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب ، أي لم يبذلوا في تحصيله أي جهد ، وهو على هذا زيادة ونافلة على الأصل في الغنيمة ، قال الإمام الصادق عليهالسلام : « الأنفال ما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب ، أو قوم صالحوا ، أو قوم أعطوا بأيديهم و ..... » (٤) وعلى هذا رأي الطائفة دون خلاف.
ومن الجمهور من قال بهذا المعنى ، قال الآلوسي : والنفل ما كان قبل الظفر ، أو ما كان بغير قتال ، وهو (الفيء) (٥). وقال الراغب الأصفهاني : هو ما يحصل للمسلمين بغير قتال ، وهو الفيء (٦). وقال أحمد البدوي الشنقيطي في نظم
__________________
(١) سورة الإسراء : ١٧ / ٧٩.
(٢) لسان العرب / ابن منظور ١١ : ٦٧٠ مادة (نفل).
(٣) و (٤) وسائل الشيعة / الحر العاملي / أبواب الأنفال ـ الباب الأول.
(٥) روح المعاني / الآلوسي تفسير آية الأنفال ٩ : ١٦٠ ، التفسير الوسيط / سيد طنطاوي ٦ : ٢٥ ، نشر دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع / ١٩٩٧م.
(٦) المفردات / الراغب الأصفهاني وهامشه ـ مادة (نفل).