للآية الأولى وكاشفة عن الموارد التي يصرف فيها الفيء ، وهذا ما عليه علماء أهل البيت عليهمالسلام والكثير من علماء العامّة.
وفي هذا يقول الزمخشري : لم يدخل العاطف على هذه الجملة لأنها بيان للأولى ، فهي منها غير أجنبيّة عنها ، بيّن لرسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ما يصنع بما أفاء اللّه عليه ، وأمره أن يضعه حيث يضع الخمس من الغنائم مقسوماً على الأقسام الخمسة (١) ، ونقل عنه هذا الكلام الرازي في تفسيره. (٢)
ونقل القرطبي قول جماعة منهم الشافعي : أن معنى الآيتين واحد. (٣)
قال المبرّد : يقال : فاء يفيء : إذا رجع ، وأفاءه اللّه : إذا ردّه.
وقال الأزهري : الفيء : ما ردّه اللّه على أهل دينه من أموال من خالف أهل دينه بلا قتال ، إما بأن يجلوا عن أوطانهم ويخلّوها للمسلمين ، أو يصالحوا على جزية يؤدّونها عن رؤوسهم ، أو مال غير الجزية يفتدون به من سفك دمائهم. (٤)
والآية صريحة في بيان المراد من الفيء ، وهو كل ما تمّ الحصول عليه من
__________________
(١) الكشاف / الزمخشري ٤ : ٥٠٢ ، دار إحياء التراث العربي ـ بيروت ، ط١ / ١٤١٧ هـ.
(٢) تفسير الرازي ١٠ : ٥٠٧.
(٣) الجامع لأحكام القرآن / القرطبي ١٨ : ١٢ ، دار إحياء التراث العربي ـ بيروت ـ ط١ / ١٤١٦ هـ.
(٤) على ما نقله الرازي في تفسيره ١٠ : ٥٠٥ ـ ٥٠٦.