ولقد ورد : أن عمر بن الخطاب قال : يا رسول اللّه ، ألا تخمّس ما أصبت من بني النضير كما خمّست ما أصبت من بدر؟
فقال رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : « لا أجعل شيئاً جعله اللّه عزّوجلّ لي دون المؤمنين بقوله تعالى : ( مَا أَفَاءَ اللّه عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى ..... ) الآية ، كهيئة ما وقع فيه السّهمان للمسلمين ». (١)
والفيء يكون للإمام الحق بعد رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم يعمل به كما كان يعمل به رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لكن هذا الحقّ غصب من أهله بعد رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم وجرى عليه ما جرى على غيره من الأموال التي خصّها اللّه تعالى لنبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم ولأهل بيته من بعده.
وقد تعدّى ذلك إلى ما وهبه رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم لأهل بيته من أموال الفيء ، ومن مصاديقه فدك ، وهي قرية بناحية الحجاز ، بينها وبين المدينة يومان ، وأرضها كانت لليهود ، فأفاءها اللّه تعالى على رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم صلحاً سنة ٧ هـ دون أن يوجف عليها المسلمون بخيل ولا ركاب.
وقد ورد أن رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم منح فدك إلى ابنته الزهراء عليهاالسلام في حياته حينما نزلت الآية « وآت ذا القربى حقّه » (٢) على ما رواه المحدّثون والمفسرون عن أمير المؤمنين علي عليهالسلام وابن عباس ، وأبي سعيد الخدري. (٣)
__________________
(١) المغازي / الواقدي ١ : ٣٧٧ ، منشورات مؤسسة الأعلمي ـ بيروت ، ط٣ / ١٤٠٩ هـ.
(٢) الإسراء : ١٧ / ٢٦.
(٣) راجع : تفسير الدر المنثور / السيوطي ٥ : ٢٧٢ ، مجمع الزوائد / الهيثمي ٧ : ٤٩ ، كنز العمال / المتقي الهندي ٣ : ٧٦٧ / ٨٦٩٦ ، مجمع البيان / الطبرسي ٦ : ٦٣٤ ، الشافي / المرتضى ٤ : ٩٠ و ٩٨ وغيرها كثير.