وحينما توفّي رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم وضعت سلطة الخلافة يدها على نحلة الزهراء عليهاالسلام في فدك ، وأخرجت وكيلها منها ، وجعلتها من مصادر بيت المال وموارد ثروة الدولة كما زعمت.
اتفقت كلمة المسلمين على ثبوت الخمس كحق مالي يجب أداؤه على المسلمين كافة ، فان اللّه تعالى أمرهم به ، وجعل أداءه من علائم الايمان حيث يقول تعالى : ( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِن شَيْءٍ فَأَنَّ للّه خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللّه وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللّه عَلَى كُلِ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) (١).
المعروف أن الآية نزلت في واقعة خاصّة يوم الفرقان يوم التقى الجمعان ، وهذا مما لا خلاف فيه ، ومن هنا قيل بأن المراد من قوله تعالى : « أَنَّمَا غَنِمْتُم » ما يغنم من المشركين في دار الحرب ، ولكن الأصل في الغنيمة هو عموم ما يغنمه الإنسان ويكسبه سواء كان في الحرب أم في غيرها ، وورودها في هذا المورد الخاص لا يخصّص معناها ، على ما سنبينه من موارد استعمالها في
__________________
(١) سورة الأنفال : ٨ / ٤١.