الْدُّنْيَا فَعِندَ اللّه مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ ) (١) والمراد من المغانم هنا أجر الآخرة.
وأما ما ورد في السنّة فكثير جداً ، وحسبك شاهداً على ذلك قول علي عليهالسلام : « من أخذ بها لحق وغنم » و « يرى الغنم مغرماً ، والغرم مغنماً » و « اغتنم من استقرضك » و « الطاعة غنيمة الأكياس » و « الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة ».
وفي الدعاء عند إعطاء الزكاة : « اللهم اجعله مغنماً ، ولا تجعله مغرماً » و « غنيمة مجالس الذكر الجنّة » وفي وصف الصوم : « هو غنم المؤمن » إلى غير ذلك مما لا يمكن حصره واستقصاؤه ... وعليه فالغنم هو مطلق الحصول على الشيء ... (٢)
وكذلك جاء في السنّة المطهرة بأن الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم قد فرض الخمس في غير غنائم الحرب ، كفرضه ذلك في الركاز والكنوز والسيوب وغيرها. (٣)
بيّن رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم في عهوده مع القبائل الداخلة إلى الإسلام وفي بعض مكاتيبه فرائض الدين ومنها الخمس ، كعهده مع وفد عبد القيس عندما وفدوا على رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم فقالوا : إنّ بيننا وبينك المشركين من مضر ، وإنّا لا نصل
__________________
(١) سورة النساء : ٤ / ٩٤.
(٢) الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم / جعفر مرتضى العاملي ٥ : ٢٠٠ ـ ٢٠١ الفصل الخامس ، دار الهادي ، دار السيرة ، ط٤ / ١٤١٥ هـ.
(٣) راجع : صحيح البخاري ٢ : ٦٣٠ ـ ٦٣١ ـ كتاب الزكاة ـ باب ٩٤٩ ـ ٩٥٠ ، سنن الترمذي ٤٨١ / ٣٠٨٥ ـ كتاب الخراج والامارة.