مقدمة المركز
له الحمد جل شأنه وعلا، وصلاته وسلامه على نبيه المصطفى وعترته النجبا.
عرفت أُمتنا الإسلامية في تاريخها الطويل رجالاً لم تلههم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ، لا سيما في عصر الصحابة الذي كان من أغنى عصور الإسلام ثراءً في معرفة نماذج فريدة من عباد الله الصالحين من العبّاد والزهّاد والمجاهدين والشهداء والمهاجرين في سبيل الله وأنصار دين الله الذين تبوأوا الدار والإيمان.
ولكن الذي يستوقفنا حقاً من تلك النماذج الفريدة والعزيزة هم أهل البيت عليهمالسلام ، ذلك أن الآيات النازلة في بيان ما لهم من حقوق على المسلمين لم ينزل نظيرها في غيرهم قط ، والآيات المبينة لشرفهم وفضلهم ومنزلتهم لم يرد نظيرها في غيرهم أبداً ، وكذلك حال ما ورد بشأنهم على لسان النبي الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم ، مما يدل على أن للشريعة الخاتمة هداً سامياً ينضوي وراء تأكيداتها المباشرة على بيان حقوقهم تارة ، وعلى بيان مقامهم الشامخ العظيم تارة اُخرى ، وخلاصة موقف الشريعة وهدفها ، تنبيه الأمة على قدوتها وصفوتها ومثلها الأعلى بعد رسولها الكريم صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وقد تجسد هذا الاهتمام على جميع الأصعدة ، على صعيد الحقوق ، وعلى صعيد الافضائل والمناقب ، وأيضاً على المستويات كافة ، على المستوى السياسي ، والمعنوي ، والمالي.
فعلى المستوى السياسي صدع الوحي بولايتهم مقرونة بولاية الله عزوجل وولاية نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكذلك الأمر في وجوب طاعتهم ، والاهتداء بهديهم ، وموالاتهم في السلم وفي الحرب.
وعلى المستوى المعنوي قد ارتقوا إلى درجة من السموّ والرفعة بحيث أصبح