ورد في الآثار والروايات ما يدلّ على أن اللّه تعالى جعل الخمس لآل محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم تعويضاً عن الصدقات التي حرّمها عليهم ، فقد أخرج الطبري بسنده عن مجاهد قوله : كان آل محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم لا تحلّ لهم الصدقة ، فجعل لهم خمس الخمس. وعنه أيضاً : كان النبي وأهل بيته لا يأكلون الصدقة فجعل لهم خمس الخمس. وعنه أيضاً : قد علم اللّه أن في بني هاشم الفقراء فجعل لهم الخمس مكان الصدقة. (١)
وأخرج ثقة الإسلام الكليني بسنده إلى سليم بن قيس في حديث لأمير المؤمنين عليهالسلام ، قال : « ولم يجعل لنا في سهم الصدقة نصيباً ، أكرم اللّه رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأكرمنا أهل البيت أن يطعمنا من أوساخ الناس ». (٢)
إلى هنا تحصّل أن الخمس كلّه لآل محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم فسهم اللّه تعالى وسهم النبيّ وسهم ذي القربى لأئمة أهل البيت عليهمالسلام بعد رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأما الأسهم الثلاثة الباقية فهي لأيتام ومساكين وأبناء سبيل آل محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهذا ماعليه الشيعة أخذوه عن أئمتهم عليهمالسلام ، وهم أخذوه عن جدّهم صلىاللهعليهوآلهوسلم.
يقول السيد شرف الدين : قد أجمع أهل القبلة كافة على أن رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يختصّ بسهمٍ من الخمس ، ويختص أقاربه بسهم آخر منه ، وأنه لم يعهد
__________________
(١) تفسير جامع البيان / الطبري ١٠ : ١٠.
(٢) الكافي ٨ : ٦٣ / ٢١.