لهم على الناس حق أن يكنّوا لهم الود والمحبة ، ويعاملوهم بالإجلال والتكريم. حتى جعلت هذه المعاني التي يستشعرها المؤمن في قلبه ، ويمارسها في سلوكه ، من أهم مصاديق الإيمان. ولعل من أهم ما يعبر عن هذا كله ما يجاء به القرآن والسنة من لزوم الصلاة عليهم ، مقرونه بالصلاة على نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم في كل صلاة ، وفي كل ذكر لمحمد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وأما في مجال الحقوق المالية ، فقد جعل الله لهم موارد مالية خاصة بهم يشتركون فيها مع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كالخمس والانفال ، لا يشاركهم فيها سواهم.
وكان ينبغي لتلك الحقوق أن تسير لدى سائل الاُمة بموازاة هذه المنزلة التي أقرها الجميع وأذعن لها ، إلا أنها تخلفت عنها تحت تأثير تراكمات الواقع السياسي المضطرب ، مما أحدث تهافتاً في الرؤية وازدواجية في الموقف.
ولأجل بيان ما لحق بتلك الحقيقة من أوضار التاريخ السياسي الإسلامي وعباره ، جاء هذا البحث ليتابع مواد تلك الحقوق المفروضة بنص القرآن الكريم والمؤيدة بالسنة ، سواء كانت ذات صبغة سياسية ملزمة للاُمة في إطار ما أوجبته لأهل البيت عليهمالسلام ، أو أن تكون ذات صفة اجتماعية وطبيعة تربوية ظاهرة في إرشاد الأمة وتوعيتها بضرورة ما ينبغي أن يكون عليه تعامل أفرادها ـ ظاهراً وباطناً ـ مع أهل البيت عليهمالسلام.
وقد سلك الباحث منهجا واضحاً ومحدداً في تناول سائل الحقوق المذكورة ، يعتمد في الأساس على ورود كل حق مذكور في القرآن الكريم أولاً ، مع بيان ما يؤكد ذلك الحق من السنة المطهرة في كتب الفريقين ثانياً ، وكشف في ثنايا بحث تلك الحقوق عن مدى القيمة العلمية التي تمتلكها بعض الشبهات المثارة حول دلالة بعض الآيات الواردة بهذا الشأن.
آملين أن يكون هذا المنهج خطوة على طريق خدمة القرآن الكريم ببث أهدافه الكبرى ، وخدمة أهل البيت عليهمالسلام أعدال القرآن وحماته ..
مركز الرسالة