ذلك يدلّ على أنّ حبّ آل محمد واجبٌ.
وقال الشافعي رضياللهعنه :
يا راكباً قف بالمحصب من منى |
|
واهتف بساكن خيفها والناهض |
سَحَراً إذا فاض الحجيج إلى منى |
|
فيضاً كما نظم الفرات الفائض |
إن كان رفضاً حبّ آل محمد |
|
فليشهد الثقلان أنّي رافضي (١) |
وفي قوله تعالى : ( ومَن يَقتَرِفْ حَسَنَةً ) قال القرطبي : أي يكتسب. وأصل القرف الكسب يقال : فلان يقرف لعياله ، أي يكسب ، والاقتراف الاكتساب ، وهو مأخوذ من قولهم : رجل قرفة ، إذا كان محتالاً. وقال ابن عباس : ( ومَن يَقتَرِفْ حَسَنَةً ) قال : المودة لآل محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ( نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً ) أي نضاعف له الحسنة بعشر فصاعداً. ( إنّ اللّه غفورٌ شَكُورٌ ) قال قتادة : ( غَفُورٌ ) للذنوب ، ( شَكُورٌ ) للحسنات ، وقال السدّي : ( غَفُورٌ ) لذنوب آل محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ( شَكُورٌ ) لحسناتهم. (٢)
وقال الزمخشري : ( ومَن يَقتَرِفْ ) عن السدّي : أنّها المودة في آل رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم (٣) ، وتبعه في ذلك النيسابوري (٤).
وأخرج الثعلبي وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس ( ومَن يَقتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً ) قال : المودة لآل محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم (٥).
__________________
(١) تفسير الرازي ٩ : ٥٩٥.
(٢) الجامع لأحكام القرآن ١٦ : ٢٤.
(٣) تفسير الكشاف ٤ : ٢٢٥.
(٤) تفسير غرائب القرآن / النيسابوري ٦ : ٧٤.
(٥) الدر المنثور / السيوطي ٥ : ٧٠١ ، الصواعق المحرقة / ابن حجر ٢ : ٤٨٨.