دنيوية تافهة ، فكيف بمن جاء مزيفاً لمعتقداتهم نابذاً لأوثانهم مزعزعاً لكياناتهم؟
الرابع : المراد من القربى هي القرابة بمعنى الأقارب ، أي أقارب الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قال الزمخشري : القربى مصدر كالزلفى والبشرى ، بمعنى القرابة ، والمراد في الآية «أهل القربى» (١).
وقد جاءت القربى في الذكر الحكيم في أكثر من عشرة موارد كلها بمعنى القرابة ، وفي جميعها جاءت مضافة إلى (ذي) أو (ذو) أو (أولي) إلاّ في هذا الموضع ، فاحتاجت إلى تقدير مضاف كذي أو أهل أو غيرهما ، وكذلك جاءت بلفظة القربى لا القرابة ، لأن القربى بمعنى القرابة القريبة الخاصّة. (٢)
ومن هنا يتضح أن القرابة المرادة هنا هي ثلّة خاصّة من أقارب الرسول المصطفى صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهم عترته الطاهرة عليهمالسلام ، قد أوجب اللّه تعالى مودّتهم وجعلها أجراً لرسالته ، وقد أكّد النبي الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم على مودّتهم ومحبّتهم ، وجاء فيه الأثرالمتواتر على ما بيّناه.
قيل : إنّ هذه السورة مكية ، والحسن والحسين عليهماالسلام ولدا في المدينة ، فكيف تكون شاملة لهما؟
وللجواب عن هذه الإثارة نذكر النقطتين التاليتين :
١ ـ إن المتخصّصين في دراسة علوم القرآن اتفقوا على أنّ هناك آيات مكية
__________________
(١) الكشاف / الزمخشري ٤ : ٢٢٣.
(٢) راجع : تفسير ابن عربي ٤ : ٨٣.