من الحقوق التي جعلها اللّه تعالى لأهل بيت نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم هو ترفيع بيوتهم ، كما في قوله تعالى : ( في بيوت أذن اللّه أن ترفع ويُذكر فيها اسمه يسبّح له فيها بالغدو والآصال * رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر اللّه وإقام الصلاة وايتاء الزكاة يخافون يوماً تتقلّب فيه القلوب والأبصار ) (١).
فقد روت كتب الخاصّة والعامّة أخباراً تصرّح بأنّ البيوت الواردة في الآية هي بيوت الأنبياء ، وبيت علي وفاطمة عليهماالسلام من أفضلها ، منها : ما أخرجه الحاكم الحسكاني بطرقٍ ثلاثة تنتهي إلى أبي برزة ، وأنس بن مالك ، وبُريدة ، قالوا : قرأ رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم هذه الآية : ( في بيوت أذن اللّه أن تُرفعَ ) إلى قوله : ( والأبصار ) فقام إليه أبو بكر فقال : يا رسول اللّه ، هذا البيت منها؟ ـ لبيت علي وفاطمة ـ قال : « نعم من أفضلها » (٢).
وأخرج ابن أبي حاتم والقرطبي عن مجاهد ، قال : هي بيوت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم (٣).
وقيل : هي بيوت الأنبياء. (٤)
وأمّا طرق الإمامية فمنها : ما رواه ثقة الإسلام الكليني بسنده إلى أبي حمزة
__________________
(١) سورة النور : ٢٤ / ٣٦ ـ ٣٧.
(٢) شواهد التنزيل ١ : ٥٣٢ ـ ٥٣٤ / ٥٦٦ ، ٥٦٧ ، ٥٦٨ ، الدرّ المنثور / السيوطي ٥ : ٩١ ، روح المعاني / الآلوسي ١٠ : ٢٥٥ ، البرهان في تفسير القرآن ٤ : ٧٦ ، كشف الغمة / الإربلي ١ : ٣١٩ ، دار الأضواء ـ بيروت ، ط٢ / ١٤٠٥ هـ.
(٣) تفسير ابن أبي حاتم ٨ : ٢٦٠٤ / ١٤٦٢٩ ، جامع أحكام القرآن / القرطبي ١٢ : ٢٦٥.
(٤) البحر المحيط / أبو حيان ٦ : ٤٢١.