حق آخر من حقوق أهل البيت عليهمالسلام صدح به القرآن الكريم في سورة الأحزاب بقوله تعالى : ( إِنَّ اللّه وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلَّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) (١) وقد ثبت من طرق الفريقين وبصورة متواترة عن جملة من الصحابة ككعب بن عجرة وأبي هريرة وجابر بن عبد اللّه وابن مسعود وغيرهم ، أنّهم سألوا رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم عن كيفية أداء هذا التكليف الإلهي ، جاء البيان النبوي الشريف صريحاً بضمّ الآل إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في الصلاة فقال لهم : « قولوا اللهم صلّ على محمد وآل محمد ».
وهذه الصيغة للصلاة قد تواترت عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فلا تكاد تخلو رواية ولا استدلال اعتمدوه في آرائهم وفتاواهم منها وكأنها مسلمة لا تقبل النقاش ، وهو كما ترى حق صريح لأهل البيت عليهمالسلام أمر به رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم بأمر اللّه تعالى وأكده مراراً وحثّ عليه ورغب فيه ونهى عن تركه ، إلاّ أن هذا الحق ، وكما جرى على غيره ، تعرض إلى التغييب والإهمال والتأويل وحتى الافتاء على خلافه ، بل والنهي عن أدائه ، وخلق التبريرات لكل ذلك.
وها أنت تجد أغلب المسلمين لا يذكرون الآل عندما يصلون على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم معتمدين الصلاة البتراء التي تقتصر على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم دون آله الأطيبين الأطهرين صلوات اللّه عليهم أجمعين.
__________________
(١) سورة الأحزاب : ٣٣ / ٥٦.