الفصل الأوّل
التعريف بأصحاب الحقوق
استخدم القرآن الكريم جملة من الألفاظ ذات الدلالات اللغوية المحدّدة في لغة العرب ، للتعبير عن حقوق مجموعة من الناس أطلق عليهم تارة لفظ (أهل البيت) ، وأُخرى (الآل) ، وثالثة (ذوي القربى) ، كما استخدمت السنة هذه الألفاظ الشريفة ، وزادت عليها ألفاظاً أُخر أشهرها لفظ (العترة). كما جاء وصفهم على لسان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بمفاهيم عالية ذات معنى بيّن ، وقصد واضح ، وهدف جليل ، فهم في لسان الشريعة : (الثقلُ) ، و (السفينةُ) ، و (باب حطة) ، و (الحجة) ، و (الدليل) ، و (الصراط المستقيم) ، ونحوها كثير.
وهذه الثلّة من الناس كما يبدو من مسمّياتها وأوصافها تشكل جزءاً لا يتجزأ من كيان الرسالة الخاتمة ، سيّما وقد وصفها اللّه تعالى بكتابه بأجل الأوصاف ، فهؤلاء هم الذين أذهب اللّه عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً.
وما يعنينا هنا هو بيان معنى الألفاظ الأربعة الأولى : (أهل البيت ، والآل ، وذوي القربى ، والعترة) وذلك لسببين مهمين :
الأول : لكي لا تذهب حقوق تلك الثلّة إلى غيرها ، فما دام الحق معلوماً ، فلابدّ من البحث والتنقيب عن صاحبه حتى يُعرف بشخصه.
والثاني : وهو ما يلوح في هذه المفردات من عموم لغوي كما يظهر من تتبّع