وهكذا لو تتبعنا بقية أقوالهم واستدلالاتهم لما وجدناها تعدو هذه الروايات.
وهي الصلاة التي يقتصر فيها على ذكر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم دون آله عليهمالسلام ، وقد نهى عنها رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقد نقل ابن حجر أنه روي عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم قوله : « لا تصلّوا عليّ الصلاة البتراء » فقيل له : يا رسول اللّه ، وما الصلاة البتراء؟ فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « تقولون : اللهم صل على محمد وتمسكون! بل قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد » (١) ، وأخرجه السخاوي في القول البديع عن شرف المصطفى لأبي سعد (٢).
وعن السيد المرتضى بسنده عن أمير المؤمنين عليهالسلام عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : « لا تصلوا علي صلاة مبتورة ، بل صِلُوا إليّ أهل بيتي ولا تقطعوهم ، فإنّ كل سبب ونسب يوم القيامة منقطع إلاّ سببي ونسبي » (٣).
وبالإضافة إلى نهيه صلىاللهعليهوآلهوسلم عن الصلاة البتراء ، أمر بالصلاة التامة وأكّد عليها ورغّب فيها ، والقوم نقلوا كل ذلك واعتمدوه بين موجب للصلاة على الآل وبين مستحبّها مجمعين على ذلك لا خلاف بينهم فيه ، إلاّ أنهم في مقام العمل والتطبيق لا تراهم يذكرون الآل عندما يصلّون على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في كل ما يكتبوه أو يلفظوه قديماً وحديثاً ، وكأنّ ذكرهم للآل عليهمالسلام بدعة لا سامح اللّه منهي عنها ، ودونك تراثهم المقروء والمسموع تجده من الواضحات.
__________________
(١) الصواعق المحرقة ٢ : ٤٣٠.
(٢) القول البديع / السخاوي : ٤٥.
(٣) رسالة المحكم والمتشابه / السيد المرتضى : ١٤.