بالأذان (١)؟! ومن لم يرق له الصلاة على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كيف يروق له الصلاة على آله وهو المصرّح بعدائه وبغضه لهم وخصوصاً سيدهم أمير المؤمنين عليهالسلام؟
وهذه السياسة الأموية المعادية لأهل البيت عليهمالسلام نجحت وأخذت تعطي ثمارها حتى أصبح لعن أمير المؤمنين سنّة لا تصحّ الصلاة إلاّ بها (٢) ، والاعتقاد بأن أهل البيت أعداء اللّه والعياذ باللّه أصبح مألوفاً (٣) ، وما كان معاوية وبنو أمية ليوصلون الأمة إلى هذا الحال لولا سياستهم في منع بيانات الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم في حق أهل البيت ووضع ما يقابلها في أعدائهم.
وفي ظلّ السياسة الأموية وإخفاء السنّة النبوية حصل انحراف جديد في الصلاة على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهو إضافة الصلاة على السلاطين والأمراء وشاع ذلك حتى اضطر عمر بن عبد العزيز إلى منعه وحصر الصلاة على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فقط ،فقد نقل ابن كثير : «وكتب عمر بن عبد العزيز : أما بعد فإنّ ناساً من الناس قد التمسوا الدنيا بعمل الآخرة ، وإن ناساً من القصاص قد أحدثوا في الصلاة على خلفائهم وامرائهم عدل الصلاة على النبي (صلى اللّه عليه سلم) ، فإذا جاءك كتابي هذا فمرهم أن تكون صلاتهم على النبيين ودعاؤهم للمسلمين عامة ، ويدعوا ما سوى ذلك» (٤) وأمات عمر بن عبد العزيز في كتابه هذا بدعة إلاّ أنه لم
__________________
(١) اُنظر : الموفقيات / الزبير بن بكار : ٥٧٦ ، مروج الذهب ٣ : ٤٥٤ ، شرح نهج البلاغة / ابن أبي الحديد ٥ : ٧١ ـ ٧٢.
(٢) شرح النهج / ابن أبي الحديد ٧ : ٧٣ / شرح خطبة ١٠٢.
(٣) سير أعلام النبلاء / الذهبي ١٠ : ٤٠٢ ترجمة أبي الحسن علي بن محمد المدائني.
(٤) تفسير ابن كثير ـ كما في مختصره للصابوني ـ ٣ : ١١٣ ، فتح الباري ١٢ : ٤٩٢. باب ١٠ من التفسير في شرح حديثي (٤٧٩٧ ، ٤٧٩٨) ووصف اسناده بالحسن.