قول ، أو عمل. والأحكام تجري على القول والعمل ، فما أكثر من يشهد له المؤمنون بالايمان ، ويجري عليه أحكام المؤمنين ، وهو عند الله كافر ، وقد أصاب من أجرى عليه أحكام المؤمنين بظاهر قوله وعمله (١).
توضيح الرواية; أنّ الامام عليهالسلام شبّه الاقرار الظاهري بالدعوة كسائر الدعاوي ، كما أنّ الدعوة في الدعاوي لا تقبل إلاّ ببيّنة ، فكذا جعل الله تعالى هذه الدعوة غير مقبولة إلاّ بشاهدين من قلبه وجوارحه فلا يثبت إلاّ بهما.
إنّ علماء الشّيعة الإماميّة تبعاً لأئمتهم ، قاموا في وجه المرجئة وحذّروا الاُمّة من ألوان خداعهم ، علماً منهم بأنّ في نفوذ فكرة الارجاء ، مسخ الإسلام ومحوه من أديم الأرض ، وإليك كلمة قيّمة لفضل بن شاذان الأزدي النيسابوري ( المتوفّى عام ٢٦٠ هـ ) من أصحاب الأئمة الثلاثة : ـ الجواد والهادي والعسكري عليهمالسلام ذكرها في كتابه ( الايضاح ص ٢٠ ) قال : « ومنهم المرجئة الّذين يروي منهم أعلامهم مثل إبراهيم النخعي ، وإبراهيم بن يزيد التيمي ، ومن دونهما مثل سفيان الثوري ، وابن المبارك ووكيع ، وهشام ، وعلي بن عاصم عن رجالهم أنّ النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : صنفان من اُمّتي ليس لهما في الإسلام نصيب; القدريّة والمرجئة. فقيل لهم : ما المرجئة؟ قالوا : الّذين يقولون : الايمان قول بلا عمل. وأصل ما هم عليه أنّهم يدينون بأنّ أحدهم لو ذبح أباه واُمّه وابنه وبنته وأخاه واُخته ، وأحرقهم بالنار ، أو زنى ، أو سرق ، أوقتل النّفس الّتي حرّم الله ، أو أحرق المصاحف ، أو هدم الكعبة ، أو نبش القبور ، أو أتى أيّ كبيرة نهى الله عنها ، إنّ ذلك لا يفسد عليه ايمانه ، ولا يخرجه منه ، وأنّه إذا أقرّ بلسانه بالشهادتين إنّه مستكمل الايمان ، إيمانه كإيمان جبرئيل وميكائيل ـ صلّى الله عليهما ـ فعل ما فعل ، وارتكب ما ارتكب ممّا نهى الله عنه ، ويحتجّون بأنّ النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : اُمرنا أن نقاتل النّاس حتّى يقولوا :
__________________
١ ـ الكافى : ج ٢ ص ٣٩ ـ ٤٠، الحديث ٨.