البلخي ، وأبي مقاتل حفص بن مسلم السمرقندي.
وروى عن هؤلاء ، إسماعيل بن حمّاد ، ومحمّد بن مقاتل الرازي ، ومحمد بن سماعة التميمي ، ونصير بن يحيى البلخي ، وشداد بن الحكيم البلخي ، وغيرهم.
ثمّ قال : إنّ الامام أبا منصور محمّد بن محمّد بن محمود الماتريدي روى عن الطّبقة الثانية ، أعني نصير بن يحيى ، ومحمّد بن مقاتل الرازي ، وحقّق تلك الاُصول في كتبه بقواطع الأدلّة ، وأتقن التّفاريع بلوامع البراهين اليقينيّة » (١).
هذه جذور منهجه واُسس مدرسته الكلامية.
من المؤسف جدّاً إهمال كثير من المؤرخين ، وكتب التراجم ، ذكر الامام الماتريدي ، وتبيين خصوصيات حياته ، بل ربّما أهملوا الإشارة إليه عندما يجب ذكره أو الإشارة إليه ، فإنّ الرجل من أئمة المتكلّمين ، وأقطاب التفسير في عصره فكان الإلمام بحياته عند ذكر طبقات المتكلّمين والمفسرين لازماً ، وهذا خلاف ما نجده من العناية المؤكّدة بذكر الأشعري ، وتبيين حياته ، والإشارة إلى خصوصياتها ، حتّى رُؤاه ، وأحلامه ، وغلّة ضيعته ، ولعلّ إحدى الدوافع إلى هذا ، هي أنّ الأشعري استوطن في مركز العالم الاسلامي ( العراق ) ، وشهر سيف بيانه وقلمه على الاعتزال في مركز قدرتهم ، وموضع سلطتهم ، فصار ذلك سبباً لأن تمدّ إليه الأعين ، وتشرئب (٢) نحوه الأعناق ، فيذكره الصديق والعدو في كتبهم بمناسبات شتّى ، وأمّا عديله وقرينه فكان بعيداً عنه ، مستوطناً في نقطة يغلب فيها أهل الحديث وفكرتهم ، وكانت السلطة في مجالي العلم والعمل لهم ، فجهل قدره ، ولم تعلم قيمة نضاله مع خصومهم ، فقلّت العناية به ،
____________
١ ـ إشارات المرام من عبارات الامام للبياضي : ص ٢١ ـ ٢٢، وهذا الكتاب من المصادر الموثقة في تبيين المنهج الماتريدى بعد كتابيه « التوحيد » و « التفسير ». ومثله كتاب « أصول الدين » للامام البزدوي.
٢ ـ إشْرَأبّ إليه وله : مدّ عنقه أو ارتفع لينظر إليه.