٢ ـ ما كتبه الخليفة الأموي عمر بن عبدالعزيز ( م ١٠١ هـ ) إلى بعض القدريّة المجهول الهوية وقد جاء القدر في الرسالتين مساوقاً للجبر. وقد فرض الحاكم الأموي قدريّاً ينكر علمه سبحانه الأزلي بالأشياء وأفعال العباد ، فيردّ عليه بحماس على نحو يستنتج منه الجبر ، والرسالة جديرة بالقراءة حتّى يعلم أنّ الأمويين من صالحهم إلى طالحهم كيف شوّهوا الإسلام ، وصاروا أصدق موضوع لقول القائل « ولولاكم لعمّ الإسلام العالم كلّه ».
وقدنشرت هذه الرسالة بصورة مستقلّة. وطبعت ضمن ترجمة عمر بن عبدالعزيز في كتاب حلية الأولياء ج ٥ ص ٣٤٦ ـ ٣٥٣.
٣ ـ ما كتبه الحسن بن يسار المعروف بالحسن البصري ( م ١١٠ هـ ) حيث إنّ الحجّاج بن يوسف كتب إلى الحسن : « بلغنا عنك في القدر شيء » فكتب إليه رسالة طويلة ذكر أطرافاً منها ابن المرتضى في المنية والأمل ص ١٣ ـ ١٤.
قال الشهر ستاني : « ورأيت رسالة (١) نسبت إلى الحسن البصري كتبها إلى عبد الملك ابن مروان وقد سأله عن القول بالقدر والجبر. فأجابه فيها بما يوافق مذهب القدريّة واستدلّ فيها بآيات من الكتاب ودلائل من العقل. وقال : ولعلّها لواصل بن عطاء فما كان الحسن ممّن يخالف السلف في أنّ القدر خيره وشرّه من الله تعالى. فإنّ هذه الكلمات كالمجمع عليها عندهم. والعجب أنّه حمل هذا اللّفظ الوارد في الخبر على البلاء والعافية ، والشدّة والرخاء ، والمرض والشفاء ، والموت والحياة ، إلى غير ذلك من أفعال الله تعالى دون الخير والشر ، والحسن والقبيح ، الصادرين من اكتساب العباد. وكذلك أورده جماعة من المعتزلة في المقالات عن أصحابهم » (٢).
ولا وجه لما احتمله من كون الرسالة لواصل ، إلاّ تصلّبه في مذهب الأشعري وأنّ فاعل الخير والشر مطلقاً ـ حتّى الصادر من العبد ـ هو الله سبحانه دون العبد ، ومن
____________
١ ـ نقل القاضي عبد الجبار نصّ الرسالة في كتابه « فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة » ص ٢١٥ ـ ٢٢٣.
٢ ـ الملل والنحل ج ١ ص ٤٧، لاحظ نصّ الرسالة في الجزء الأوّل من هذه الموسوعات ثمّ اقض.