٦
الظاهرية (١)
وهذا المسلك الفقهي منسوب إلى داود بن علي الاصفهاني الظاهري ( ت ٢٠٠ ـ م ٢٧٠ ) وسمع من سليمان بن حرب وأبي ثور.
قال الخطيب : « كان إماماً ورعاً ، زاهداً ناسكاً ، وفي كتبه حديث كثير لكنّ الرواية عنه عزيزة جدّاً » (٢).
وقال ابن خلّكان : « كان من أكثر النّاس تعصّباً للإمام الشافعي وصنّف في فضائله والثناء عليه كتابين ، وكان صاحب مذهب مستقلّ وتبعه جمع كثير ـ يعرفون بالظّاهرية ـ وكان ولده ـ أبوبكر محمّد ـ على مذهبه ، وانتهت إليه رئاسة العلم ببغداد » (٣).
وقد بسط الخطيب الكلام في تأريخه ونقل بعض ما رواه وأشار إلى جوانب من حياته (٤).
__________________
١ ـ التعرّض للمذهب الظاهري في المقام مع أنّه مذهب فقهي لا كلامي ، لاشتراكه مع الحركات الرجعية الكلامية في طرد العقل والتفكير عن ساحة العلم ، وقد ظهر ذلك المذهب في نفس الوقت الذي ظهرت فيه سائر المناهج الفكرية الكلامية والكل يحمل طابعاً واحداً وهو اعدام العقل واقصاؤه عن الأوساط العلمية فناسب ذكره في المقام.
٢ ـ ميزان الاعتدال ج ٢ ص ١٥.
٣ ـ وفيات الأعيان ج ٢ ص ٢٥٥.
٤ ـ تاريخ بغداد للخطيب ج ٨ ص ٣٦٩.