٦ ـ فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة : تحقيق فؤاد السيّد ، نشرته الدار التونسيّة للنشر ، عام ١٤٠٦ هـ ، الطبعة الثّانية ، وهو يضمّ كتباً ثلاثة لأئمّة الاعتزال : أبي القاسم البلخي ، والقاضي عبد الجبّار ، والحاكم الجشمي ، والكتاب مزدان بتحقيقات نافعة.
وهذه العناية الكبيرة المؤكّدة من أبناء الأشاعرة لبيان تأريخ المعتزلة وعقائدهم وإظهار الأسف والأسى لذهاب ثروتهم العلميّة ، وإنشاء بعثة علميّة لأخذ الصّور من مخلّفاتهم الخطّية المبعثرة في بلاد اليمن والقيام بنشرها ، عمل مبارك وجهد مقدّر ، لكن أثاره أبناء الاستشراق في نفوس هؤلاء. هذا هو ( آلفرد جيوم ) اُستاذ الدراسات الشّرقية في جامعة لندن يقول :
« إنّ ما انتهى إلينا من كتابات رجال الاعتزال قليل جدّاً إلى حدّ أنّنا مضطرّون إلى أن نعتمد على ما يقوله مخالفوهم عنهم ، وقد كانوا يحملون لهم ذكريات مريرة لما قام به المعتزلة من أعمال تعسّفيّة لذلك ، فإنّ أملنا لكبير ، إذا كانت مكتبات الشيعة في اليمن أو في غير اليمن تحوي مخطوطات من أصل معتزلي أن نقوم بنشرها. هذا ، وإنّ اُولئك الّذين يرغبون في الوقوف على نتاج العقل العربي في عصور الخلافة الذّهبية ، يحسنون صنعاً إذا أقدموا على درس هذه الرسالة اللمّاعة في تأريخ حركة عظيمة في حركات الفكر العربي » (١).
وهذا « شتيز » المستشرق وصفهم بأنّهم المفكِّرون الأحرار في الاسلام ، وألّف كتاباً بهذا الاسم.
ووصفهم « آدم ميت » و « هاملتون » بأنّهم دعاة الحريّة الفكرية والاستنارة (٢).
وقال « جولد تسيهر » : « إنّ المعتزلة وسّعوا معين المعرفة الدينية بأن أدخلوا فيها عنصراً مهمّاً آخر قيّماً وهو العقل الّذي كان حتّى ذلك الحين مبعداً بشدّة عن هذه
__________________
١ ـ من مقدمة كتاب المعتزلة ، تأليف زهدي حسن جار الله ، قدّم له « آلفرد جيوم » اُستاذ الدراسات الشرقية في جامعة لندن. عام ١٩٤٧ م ١٣٦٦ هـ .
٢ ـ أدب المعتزلة : ص ١٧٢.