العقليّة وإطلاق المعطّلة على هذه الطائفة لا يخلو من تجنّ وافتراء.
والأولى بهذا الاسم أهل الحديث والحنابلة ، فإنّهم المعطِّلة حقيقة ، إذ عطّلوا العقول عن معرفة الله وأسمائه وصفاته وأفعاله ، ومنعوا الخوض فى المسائل العقليّة ، وكأنّ العقل خلق لا لغاية إلاّ للسعي وراء الحياة الماديّة.
٨ ـ الجهميّة : (١) وهذا اللّقب منحه أحمد بن حنبل لهم ، فكلّما يقول : قالت الجهميّة ، أو يصف القائل بأنّه جهمي يريد به المعتزلة لما وجد من موافقتهم الجهميّة في بعض المسائل ، وإن كانت الجهمية متقدّمة على المعتزلة ، لكنّها على زعمهم مهّدوا السّبيل للمعتزلة ، مع أنّك عرفت أنّ واصلاً أرسل أحد تلاميذه إلى معارضته وأنّهم لا يعدّون الجهم من رجالهم أو طبقاتهم لاختلافهم معه في بعض المسائل الجوهرية ، فإنّ الجهم جبريّ والمعتزلة قائلة بالاختيار ، ولعلّ بعض هذه التسميات من مصاديق قوله سبحانه ( ولا تنابزوا بالألقاب ) ( الحجرات / ١١ ).
٩ ـ المفنية :
١٠ ـ اللفظيّة :
وهذان اللقبان ذكرهما المقريزي وقال : أنّهم يوصفون بالمفنية لما نسب إلى أبى الهذيل من فناء حركات أهل الجنّة والنار ، واللّفظيّة لقولهم : ألفاظ القرآن مخلوقة والقبريّة لانكارهم عذاب القبر (٢).
__________________
١ ـ نسبة إلى الجهم بن صفوان ، وقد عرفت القول في عقائده وآرائه وأنّ المهم منه أمران : نفي الرؤية والجبر.
٢ ـ الخطط للمقريزي : ج ٤، ص ١٦٩.