الوجود والغناء المطلق. هذه هي نظرية الشيعة مقرونة بالدليل الإجمالي ، وقد اقتفوا في ذلك مارسمه علي عليهالسلام فقال : « وكمال الإخلاص له نفي الصفات ( الزائدة ) عنه ، لشهادة كلّ صفة أنّها غير الموصوف ، وشهادة كل موصوف أنّه غير الصفة ، فمن وصف الله ( بوصف زائد على ذاته ) فقد قرنه ( قرن ذاته بشيء غيرها ) ومن قرنه فقد ثنّاه ، ومن ثنّاه فقد جزّأه ، ومن جزّأه فقد جهله (١)
وقال الإمام الصادق : « لم يزل الله جلّ وعزّ، ربّنا والعلم ذاته ، ولا معلوم ، والسمع ذاته ، ولا مسموع والبصر ذاته ولا مبصر ، والقدرة ذاته ولا مقدور » (٢)
هذا ما لدى الشيعة ، وأمّا المعتزلة فقد اضطرب كلامهم في المقام ، فالقول المشهور عندهم هي نظرية نيابة الذات عن الصفات ، من دون أنّ تكون هناك صفة ، وذلك لأنّهم رأواأنّ الاّمر في أوصافه سبحانه يدور بين محذورين.
١ ـ لو قلنا بأنّ له سبحانه صفات كالعلم ، وجب الاعتراف بالتعدد والإثنينية ، لأنّ واقع الصفات هو المغايرة للموصوف .
٢ ـ إنّ نفي العلم والقدرة وسائر الصفات الكمالية يستلزم النقص في ذاته أولاً ويكذبه اتقان آثاره وأفعاله ثانياً.
فالمخلَص والفر من هذين المحذورين يتلخّص عندهم في انتخاب نظرية النيابة ، وهي القول بأنّ الذات نائبة مناب الصفات ، وإنّ لم تكن هناك واقعية للصفات وراء الذات ، فما يترقب من الذات المقرونة بالصفة ، يترتب على تلك الذات النائبة مقامها ، هذا هو المشهور عن المعتزلة وإليك نصّ كلام عباد بن سليمان في ذلك المجال قال : « هو عالم قادر ، حى ، ولاأثبت له علماً ، ولاقدرة ، ولا حياة ، ولا أثبت سمعاً ، ولا أثبت بصراً وأقول هو عالم لابعلم ، قادر لابقدرة ، حىّ لا بحياة ، وسميع لا بسمع ، وكذلك سائر مايسمّى من الأسماء الّتي يسمّى بها (٣)
____________
١ ـ . إلرضي : نهج البلاغة : الخطبة (١)
٢ ـ الصدوق : الاتوحيد : ١٣٩.
٣ ـ الأشعري : مقالات الإسلاميين ١ : ٣٣٥.