والآثار (١).
وقال التفتازاني : « جمهور المسلمين على أنّ الجنّة والنار مخلوقتان الآن خلافاً لأبي هاشم والقاضي عبدالجبار ومن يجري مجراهما من المعتزلة حيث زعموا أنهما إنما يخلقان يوم الجزاء » (٢).
والظاهر من السيد الرضي من الشيعة ( ٣٥٩ ـ ٤٠٦ ) أنهما غير مخلوقتين الآن حيث قال : الصحيح أنهما إنما تخلقان بعده (٣).
١٧ ـ تأويل النصوص اعتماداً على القواعد العقلية :
إنّ الاصول الخمسة عند المعتزل توصف بالصحة والاتقان على درجة تقدم على النصوص الشرعية الواردة في القرآن الكريم والسنّة ، فقد أعطوا للعقل أكثر ممّا يستحقه ، فقالوا : إنّ المراد في الشفاعة هو ترفيع الدرجة لا رفع العقاب وقس على ذلك سائر تأويلاتهم في الكتاب والسنّة .
إنّ النص الوارد في القرآن الكريم دليل قطعي لايعادله شيء فعند ذلك تجب تخطئة العقل لاتأويل القرآن ، والتعارض بين القطعيين غير معقول ، وتأويل النص القطعي كرفضه ، نعم لو كان النص ظني السند أو كان الدليل الشرعي ظنّي الدلالة فللتأويل مجال ، هذا وللبحث صلة تطلب في مجالها.
اتفقت الإماميّة على أنّ الامامه بالتنصيص خلافاً للأشاعرة والمعتزلة وقالوا
__________________
١ ـ المفيد : أوائل المقلات / ١٠٢.
٢ ـ التفتازاني : شرح المقاصد / ٢ ٣١٨ ولاحظ شرح التجريد للقوشجي / ٥٠٧ وعبارة الأخيرين واحدة.
٣ ـ تارضي : حقائق التأويل ٥ / ٢٤٥.