الحديث على خلاف ذلك ، فزعمت المعتزلة كافّة إلاّ من سمّيناه وجماعة من المرجئة وطائفة من أصحاب الحديث ، انّهم فسّاق ليسوا بكفار ، وقطعت المعتزلة من بينهم على أنّهم لفسقهم في النار خالدون (١).
هذه جملة من الاُصول الّتي يختلف فيها المنهجان وبقيت هناك اُصول اُخرى تضاربت فيها آراء الفريقين لم نذكرها روماً للإختصار.
ولنعد إلى تحليل سائر الوجوه لمؤلف كتاب المعتزلة.
٢ ـ قال الذّهبي : « وجد الرفض والاعتزال في زمانه متصادقين مت آخيين »(٢).
٣ ـ وقال المقريزي : « قلّما يوجد معتزلي إلاّ وهو رافضي » (٣).
٤ ـ يقول الشيخ جمال الدين القاسمي الدمشقي ( م ١٣٣١ ) : « إنّ المعتزلة اليوم كفرقة أهل السنّة والجماعة ، من أعظم الفرق رجالاً وأكثرها تابعاً ، لأنّ شيعة العراق على الإطلاق معتزلة. وكذلك شيعة الأقطار الهندية والفارسية والشامية ، ومثلهم الشيعة الزيديّة باليمن » (٤).
إنّ هذه الكلمات لا تدلّ على عيلولة الشيعة في عقائدهم على المعتزلة ، فإنّ الشيعة الإماميّة تقتدي فى اُصولها وفروعها بأئمّة أهل البيت عليهمالسلام الّذين جعلهم الرسول الأعظمصلىاللهعليهوآلهوسلم عدلاً للقرآن الكريم وقال : « إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي » ، ولا ترجع إلى غيرهما. ولم نر شيعيّاً إمّاميّا أخذ عقيدته من عالم معتزلي.
ومع هذين المصدرين الصحيحين لا حاجة للرجوع إلى غيرهما.
والمعتزلة كما أقرّ أعلامهم اقتفوا في التّوحيد والعدل أثر خطب الإمام أمير
__________________
١ ـ نفس المصدر : ١٠.
٢ ـ ميزان الاعتدال : ج ٢ ص ٢٣٥، كما في « المعتزلة » ، ص ٢١٨.
٣ ـ الخطط : ج ٤ ص ١٦٩، كما في المصدر نفسه ، ص ٢١٨.
٤ ـ تاريخ الجهمية والمعتزلة : ص ٤٢، كما في المصدر نفسه ، ص ٢١٩.