نقد النظرية
إنّ واصل بن عطاء ومن لفّ لفّه في هذا الباب ، يلوكون في أشداقهم ما يضادّ نصّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم فقد أخبر عليّاً بأنّه يقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين ، وقد عهد به الرّسول وأمره بقتالهم.
روى أبو سعيد الخدري قال : « أمرنا رسول اللّهصلىاللهعليهوآلهوسلم بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين.
قلنا : يا رسول الله أمرتنا بقتال هؤلاء فمع من؟ قال : مع عليّ بن أبى طالب عليهالسلام ».
روى أبو اليقظان عمّار بن ياسر قال : « أمرني رسول اللّهصلىاللهعليهوآلهوسلم بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين ».
وقد رواه الحفاظ من أهل الحديث وأرباب المعاجم والتأريخ، ومن أراد الوقوف على تفصيله فعليه الرجوع إلى « الغدير : ج ٣ ص ١٩٢ ـ ١٩٥ ».
ويكفي في ذلك ما نقله ابن عساكر في تأريخه عن أبي صادق أنّه قال : قدم أبو أيّوب الأنصاري العراق ، فأهدت له الأزد « جزراً » فبعثوا بها معي فدخلت فسلّمت إليه وقلت له : قد أكرمك الله بصحبة نبيّه ونزوله عليك ، فمالي أراك تستقبل الناس تقاتلهم؟ تستقبل هؤلاء مرّة وهؤلاء مرّة؟ فقال : إنّ رسول اللّهصلىاللهعليهوآلهوسلم عهد إلينا أنّ نقاتل مع عليّ الناكثين ، فقد قاتلناهم ، وعهد إلينا أنّ نقاتل معه القاسطين فهذا وجهنا إليهم ـ يعني معاوية وأصحابه ـ، وعهد إلينا أنّ نقاتل مع عليّ المارقين فلم أرهم بعد(١).
وقد تجاهل واصل وأتباعه وعرفوا الحقّ وأنكروه ، فإنّ حكم الخارج على الإمام المفترض طاعته ليس أمراً مخفياً على رئيس المعتزلة ، ولا أرى باغياً أخسر من الزبير ، ولاأشقى من طلحة ، غير ابن آكلة الأكباد حزب الشيطان.
__________________
١ ـ الغدير : ج ٣ ص ١٩٢.